حاوره : طلال سفيان/ لا ميديا

مازال اسم هذا النجم الخلوق يتردد في مسامع اليمنيين في الداخل والخارج.. منذ بزوغ نجوميته تولى الربّان عبده علي الإدريسي دفة قيادة سفينة الأمل نحو المجد العالمي في حدث تاريخي يمني وكروي لم يتكرر حتى اللحظة.

بداية مبكرة
 مرحباً كابتن عبده علي.. كيف كانت بدايتك؟
- أولاً أشكر صحيفة (لا) وملحقها الرياضي على هذه المقابلة.. بدأت من الحارة ومن ثم المدرسة التي حصلت معها على بطولة المنتخبات المدرسية لأمانة العاصمة، وبعدها انتقلت إلى نادي شعب صنعاء للعب في الفئات العمرية.
وكانت انطلاقتي الأولى مع المنتخبات الوطنية مع منتخب الناشئين ومن ثم منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي حتى المنتخب الأول الذي شاركت معه في تصفيات كأس العالم ودورات كأس الخليج.

مشاركة ناجحة
 كيف تقيم مشاركتك مع المنتخبات الوطنية؟
- الحمد لله كانت مشاركتي مع المنتخبات الوطنية مشرفة ابتداءً من منتخب الناشئين الذي حقق التأهل اليمني لأول مرة إلى النهائيات الآسيوية والحصول على مركز الوصيف والتأهل إلى كأس العالم وهو الإنجاز الأكثر من رائع، ثم تصعيدنا إلى منتخب الشباب الذي حققنا من خلاله التأهل ولأول مرة أيضاً إلى نهائيات كأس آسيا في ماليزيا بعد الفوز على منتخبي السعودية وعمان في التصفيات التي استضافتها العاصمة صنعاء.

شعور لا يوصف
 ماذا كان شعورك يومها؟
- بالتأكيد شعور لا أقدر على وصفه، فأي لاعب يتمنى تمثيل ألوان الوطن، وأي إنسان سيكون سعيداً لأنه حقق إنجازاً لبلده.. وطبعاً هذا الإنجاز سيظل محفوراً في قلوب الجماهير الرياضية والمتابعين.

إنجاز منتخب الأمل
 حدثنا عن مسيرة الأمل في طريق الإنجاز العالمي؟
- كانت مسيرة منتخب الأمل حافلة بالعطاء.. بدأنا التصفيات التمهيدية من صنعاء أمام منتخبات فلسطين والبحرين والكويت القوية والعنيدة، وبتوفيق من الله ومساندة الجميع وفي مقدمتهم الأستاذ محمد عبد الله القاضي (رحمة الله عليه) رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، والأستاذ عبدالرحمن الأكوع، وزير الشباب والرياضة، في ذلك الحين، اللذان سهلا لنا كل الصعاب من أجل الظهور بصورة مشرفة.. في التصفيات تأهلنا بصعوبة إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين في الإمارات، أوقعتنا قرعة البطولة إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية وباكستان وفيتنام وتأهلنا من مجموعتنا مع كوريا إلى دور الثمانية حيث واجهنا في هذا الدور منتخب سوريا واستطعنا الفوز بالهدف الذهبي، وفي دور نصف النهائي وقبل مباراتنا مع الصين فكرنا أولاً بتحقيق التأهل إلى كأس العالم قبل أن نفكر بالفوز على الصين، لأنه في ذلك الوقت كان يتأهل من القارة الآسيوية بطل الكأس والوصيف وصاحب المركز الثالث.. وبفضل الله حققنا الفوز على الصين بالهدف الذهبي الذي أحرزه طارق الحيدري وتحقق حلم الصعود الأول للكرة اليمنية بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وفي مواجهتنا مع كوريا الجنوبية قدمنا أداء ومجهوداً غير عادي كوننا دخلنا اللقاء مرهقين بعد أن خضنا أشواطاً إضافية في مبارياتنا أمام سوريا والصين وحصولنا على يوم واحد راحة في حين أن كوريا حصلت على يومين من الراحة.. لكن دخلنا هذا النهائي بقوة وإصرار وعزيمة وحققنا المركز الثاني بعد دخولنا لشوطين إضافيين وخسرنا اللقب نتيجة ركلات الترجيح (ركلات الحظ) لندخل بعدها في معسكرات إعدادية في إسبانيا وهولندا وبلجيكا واستطعنا ان نقدم من خلال هذه المعسكرات إداء جيداً في نهائيات كأس العالم بفنلندا عام 2003 وواجهنا في مجموعتنا (مجموعة الموت) أبطال القارات: البرازيل والبرتغال والكاميرون، وقدمنا إداء مشرفاً وراقياً رغم قلة خبرتنا في هذا المحفل العالمي، وذلك بشهادة الجميع وفي مقدمتهم الفيفا.

مشاكل في طريق المنتخب الأول
 لكن لماذا برأيك انتهى منتخب الأمل سريعاً؟ ما الأسباب؟
- لم ينتهِ منتخب الأمل.. فبعد تحقيقنا للإنجازين القاري والدولي أدت الظروف إلى تصعيدنا لمنتخب الشباب وحققنا معه التأهل أيضاً لأول مرة إلى نهائيات كأس آسيا. دعني أخبرك: حصل وأن طُلب من الكابتن أمين السنيني أن يقوم بتصعيدنا إلى المنتخب الأول، ولحظة صعودنا للمنتخب الأول واجهنا العديد من المشاكل منها تعرض بعض اللاعبين لمشاكل الإصابات فيما فضل البعض خيار الهجرة والغربة من أجل لقمة العيش. كان يفترض من اتحاد الكرة العمل على أن يستمر لاعبو منتخب الأمل مع بعض في اللعب من فئة إلى فئة، بالإضافة إلى المشاكل التي حصلت في عام 2004م في انتخابات الاتحاد اليمني لكرة القدم وما صاحبها من إشكاليات مع وزارة الرياضة وتجميد الفيفا للمشاركات الخارجية الكروية لليمن وهذه المشاكل هي التي أثرت في معنويات المنتخب الأول.

مضايقة اللاعبين
 لماذا ودع نجوم هذا المنتخب الملاعب دون أي تكريم؟
- من حق أي لاعب أن يعمل مهرجان اعتزال.. حقيقة لم أسمع أن أي لاعب من منتخب الأمل فكر في هذا الموضوع، ما زال لاعبو منتخب الأمل قادرين على اللعب مع المنتخبات، إلّا أن هناك من لا يقدم المساعدة، كما حصل مضايقات عديدة تجاه اللاعبين منها القول بأنهم أصبحوا كباراً في السن وبعض اللاعبين تعرضوا لمضايقات من أنديتهم.

تلاشي عروض الاحتراف الخارجي
 لماذا لم تكن محظوظاً يا كابتن في الاحتراف الخارجي؟
- حصلت على عرض من نادي السد القطري للعب ضمن صفه الرديف، وحصلت كذلك مع زميلي وسيم القعر على عرض للاحتراف مع نادي الشباب السعودي، وفي كأس العالم جاءتنا عروض من أندية فرنسية وألمانية للعب في فرق الناشئين والمدارس الكروية، لكن أستغرب أن كل هذه العروض لم تنجح لأنني لم أجد من يساعدني في موضوع الاحتراف، كما أن اتحاد الكرة اليمني كانوا يقولون: لا يوجد لدينا احتراف هنا في اليمن... أيضاً استمرارنا في اللعب والتأهل للبطولات أخذ منا التفكير والمتابعة في هذه المسألة.
 وماذا عن اللعب والعروض التي تلقيتها من الأندية اليمنية؟
- لعبت لأندية التلال وأهلي صنعاء والعروبة، كما تلقيت عروضاً للعب لأندية: شعب حضرموت والشعلة والصقر واليرموك ووحدة صنعاء، وحققت مع أهلي صنعاء لقب الدوري الممتاز وكأس رئيس الجمهورية وكأس السوبر 3 مرات، ومع العروبة بطولة الدوري الممتاز، ووصافة الدوري الممتاز مع التلال.

شعب صنعاء بيتي الأول
 هل ما زلت متعلقاً بكيانك الأول «شعب صنعاء»؟ وماذا يحصل الآن في هذا النادي؟
- شعب صنعاء بيتي الأول وهو الذي صنع نجوميتي، وسأظل أكن له كل الحب والاحترام والتقدير ما حييت، ومؤخراً سمعت أن النادي يمر بمشاكل داخلية وأتمنى أن تحل هذه الإشكاليات، فشعب صنعاء يظل نادياً كبيراً وعريقاً.

موقف طريف
 ممكن تحكي لنا عن موقف طريف واجهك في مسيرتك الكروية؟
موقف حدث لي مع نادي أهلي صنعاء في مواجهتنا للرشيد، في تلك المباراة كان يلعب مع الرشيد أخوان توأم ولم أكن اعرف، عندما كنت أراوغ الأول في منطقة الجناح كان الآخر يتصدّى لي في منطقة الظهير، استغربت وقلت ما شاء الله هذا اللاعب لياقته مذهلة، ومع نهاية اللقاء ولحظة توجهنا لمصافحة لاعبي الرشيد وجدت الاثنين يقفان إلى جانب بعض وهنا عرفت أني كنت أواجه شقيقين توأم.

مباراة لا تُنسى
 وماذا عن مباراة ما زلت تحمل معها ذكريات مؤثرة؟
مباراة الصين في نهائيات آسيا للناشئين والتي تأهلنا بها لكأس العالم لن أنساها أبداً، وكذلك مباراتنا مع السعودية التي تأهلنا بها للدور الثاني في كأس آسيا للشباب بماليزيا.

أدين بالكثير للمدرب عبدالحفيظ
 من المدرب الأفضل للاعب عبده علي الإدريسي؟
- بصراحة مر عليَّ عدة مدربين سواء في الأندية أو في المنتخبات.. لكن الفضل الكبير بعد الله يعود للكابتن باسم عبدالحفيظ، مدربي في نادي شعب صنعاء، والذي كان له الدور الكبير في حياتي.

يؤلمني العدوان على بلدي
 أكثر ما آلمك؟
- أكثر شيء يحزنني هو العدوان والحرب على بلدي اليمن، وكذلك وفاة والدي، وعندما تلقيت نبأ استشهاد شقيقي عبدالجبار لاعب نادي شعب صنعاء.
 وما الذي أسعدك؟
- الحصول على وصيف آسيا والصعود لنهائيات كأس العالم.
 ما الذي حصلت عليه من مسيرتك الطويلة في الملاعب؟
- أكثر ما حصلت عليه في مسيرتي الرياضية هو حب الجمهور والناس لي، وهذا ما اعتبره الإنجاز الحقيقي.
 كلمة أخيرة كابتن.
- أتمنى لك شخصياً عزيزي طلال النجاح وللملحق الرياضي وصحيفة (لا) الغراء دوام التألق.

بطاقة من ذهب
عبده علي حسن الإدريسي
- مواليد 16 فبراير 1986 مديرية حزم العدين- محافظة إب.
- متزوج وله ولدان (محمد وقيس).
- مركز اللعب: وسط.
- رقم الفانلة 20.
- عدد المباريات الدولية: أكثر من 32 مباراة.
- عدد الأهداف: 30 محلياً و8 دولياً.
- وصيف بطل آسيا للناشئين.
- التأهل إلى نهائيات كأس العالم للناشين بفنلندا 2003م.
- اُختير ضمن أفضل نجوم آسيا للناشئين 2002م.
- جائزة أفضل لاعب في دورة روسيا الدولية التي أقيمت في روسيا.
- التأهل إلى نهائيات كأس آسيا للشباب لأول مرة التي جرت في ماليزيا 2004م.
- كابتن منتخب الناشئين والشباب.
- بطولة دوري الدرجة الأولى مع التلال 2005.
- بطولة دوري الدرجة الأولى مع أهلي صنعاء 2007.
- بطولة دوري الدرجة الأولى مع نادي العروبة 2011.