عبدالله الحسامي/ لا ميديا

"وحده العنوان كفيل بتمزيق الصف وتأجيج الفتنة المناطقية. 
والغريب في الموضوع أنه غير معني بمواجهة العدوان بأي شكل من الأشكال. والأغرب من ذلك عدم الإعلان والتصريح 
عن رئيس وأعضاء المجلس، وكأنهم انشؤوا فرعاً من فروع الماسونية التي يجب ألا يعرف أحد أعضائها".
بهذه العبارة علق الناشط السياسي خالد العراسي على «المجلس المجتمعي لوجهاء تعز»، أو كما يحلو للبعض تسميته «مجلس انتقالي تعز»، الذي يقوم بالإعداد 
والتحضير له كل من الشيخ سلطان السامعي  وجابر عبدالله الوهباني ومحمد عثمان، والذي أثار العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام بشأنه,
بعدما كان  من المقرر إشهاره في 28 فبراير الماضي. وبحسب أدبيات المجلس فإن من مهامه واختصاصاته عقد المباحثات والمشاورات مع المنظمات 
الدولية والإقليمية والمحلية  في مختلف المجالات، والتواصل مع الأطراف المتحابة، كما يصفها، وإيجاد قنوات فعالة وجادة 
للتواصل وتعزيز الثقة بينهم بما يخدم توقف العدوان وتحقيق السلام وتخفيف معاناة أبناء تعز. 

وكيل محافظة تعز، طه البريهي، شن هجوماً على المجلس والقائمين عليه، واصفاً إياه بالمجلس المشبوه.
وقال البريهي في تصريح لصحيفة "لا" إن أغلب مؤسسي هذا المجلس هم ممن تركوا مديرياتهم في تعز وهربوا إلى صنعاء، ويتحدثون عن تعز وكأنها في الصين الشعبية، غير معنيين بمواجهة الغزاة وتحرير مديريات تعز الساحلية من دنس الاحتلال.
وأشار إلى أن لدى أبناء تعز تجربة مع هؤلاء الذين يتسترون تارة بعنوان "مجلس التضامن" وتارة "المجلس الأهلي لتعز" وتارة باسم "تعز مسؤوليتي" و"لجنة مجتمعية"، وحالياً تحت مسمى "مجلس مجتمعي لوجهاء تعز"!!
وبحسب ما يرى البريهي فإن أدبيات هذا المجلس تفصح عن هوية المجلس، وتتماهى مخرجاته مع إيماءات المشغل الخارجي وتصب في مصلحة تحالف الغزو والعدوان.
واتهم البريهي القائمين على المجلس بالعمل على تثبيط المجتمع والإرجاف، مستغلين تسامح الدولة تجاههم ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى، حسب قوله.
وقال إن محافظة تعز ليست بحاجة إلى تشكيل مثل هذا المجلس، خصوصاً في هذا التوقيت، وأن ما تحتاجه المحافظة حالياً هو دعم قيادتها والتحرك معها في التحشيد والتجنيد لرفد الجبهات بالرجال والمال.
وأضاف: "نذكر بالتنازلات التي قدمها قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي لتجنيب تعز الخراب والاقتتال، ولإحلال السلام في تعز ومراعاته لوضع محافظة تعز. من الذي رفض هذه المبادرات؟! ومن الذي قال: لن نسمح لهم أن ينسحبوا بماء الوجه؟!".
وتابع قائلاً: "قرار تجنيب تعز الدمار مرهون بالإرادة السعودية، وليس لديهم قرار بذلك! كل شيء موثق بالصوت والصورة، ما جرى بين الأستاذ طلال عقلان عضو اللجنة الثورية العليا وحمود سعيد وجماعته الموالين لتحالف الغزو والعدوان، وما يسمى مكون تعز مسؤوليتي، الذي كان يرأسه عبدالرحيم الفتيح وعبدالله الحامدي لصوص الإغاثة، ماذا فعلوا؟! وأين هم اليوم!!؟".

اليوسفي  يناقض نفسه
وكيل وزارة الإعلام، فهمي اليوسفي، الذي كان قد هاجم المجلس واصفا إياه بـ"المجلس الديسمبري"، وأنه حائز على الإيزو العفاشي ويحمل نكهة "بلاك ووتر"، تراجع عن كلامه هذا.
وأشار اليوسفي إلى أنه التقى مع الشيح سلطان السامعي ووضح له كثيراً من النقاط التي كانت قد جعلته يشكك بفكرة هذا المجلس. 
وقال إنه بعد وضوح الصورة فإنه مستعد للمشاركة في هذا المجلس ويرحب بأي جهود وطنية تسهم بإنشائه.

العراسي: اتفاق السويد حفز على إنشاء المجلس
خالد العراسي يتفق مع ما قاله البريهي وكيل محافظة تعز عن المجلس، والذي لا يرى فيه أكثر من محاولة من البعض لتسهيل عميلة الاغتنام لمن يريد أن يكون دوره في هذا العدوان "داخل في الربح خارج من الخسارة".
العراسي أشار إلى أن هناك عدداً من التساؤلات والاستفسارات يطرحها الكثير من الناس عن هذا المجلس الذي لا يملك موافقة من المجلس السياسي بإنشائه.
ويرى العراسي أن اتفاق السويد كان بمثابة أداة تحفيز لإنشاء مثل هذه الأطر، لأنه أوجد شعوراً عند أبناء ووجهاء المناطق التي لم يشملها الاتفاق بأنه تم إغفالهم وتجاهلهم من الحلول المتفق عليها، وهذا من خلال تجزئة الملف العسكري والإنساني وترتيبه حسب اهتمام القوى العالمية، وبالتالي هذا يجعل أبناء تلك المناطق التي لم تدخل ضمن أي اتفاق حتى الآن يشعرون بالتهميش وبأن المراد لهم ديمومة الصراع كمناطق لا يوجد أي ضغط بشأنها، لتبقى للاستنزاف.
العراسي وعبر صحيفة "لا" وجه عدداً من الأسئلة لرئيس وأعضاء المجلس المجتمعي قائلا: "لست ممن يقللون من شأن الآخر أبداً، لكني هنا أرى نفسي مضطراً لسؤالكم (رئيس وأعضاء المجلس): من أنتم؟
ما هو تاريخ نضالكم وجهادكم وصمودكم وثباتكم في وجه العدوان؟!
ما الذي خسرتموه نتيجة مواقفكم الرافضة للعدوان؟!
ما الذي بذلتموه في سبيل الوقوف ضد العدوان؟!
كم شهيد من أبنائكم وأقاربكم؟! وكم منهم ما يزال في الجبهات؟!".
كما وجه العراسي نصيحة للقائمين على المجلس قائلا: "لا تبتعدوا عن أنصار الله، الذين جعلوا منكم رقماً لا يستهان به، فلديكم المجاهد منصور اللكومي، رجل يستحق منكم كل التقدير والاحترام وهو منكم وإليكم بفعله وعمله، ومعروف ما أحدثه في الحالمة (الواقعة تحت سيطرة الإنقاذ) من أمن وأمان وانتعاش وحركة في ظل أصعب الظروف".
ونبه العراسي إلى المخاطر التي من شأنها تمزيق وحدة الصف الوطني المقاوم للعدوان، مؤكداً ضرورة أن يدرك الشعب اليمني أن العدو يتربص بالجميع بكل الوسائل والإمكانات حتى يوقع بهم ويسهل له تفكيكهم وابتلاعهم. وهذا ما يتم فعله عبر هذا المجلس، حسب تعبيره.

المساوى: الأولى توحد الجبهة الداخلية لا تفرقها
القاضي أحمد أمين المساوى بدوره أكد في تصريح لـ"لا" أن الأولوية في الوقت الراهن هي توحد الجبهة الداخلية لا تفرقها، مبدياً تشككه في نجاح هذا المجلس المجتمعي، خاصة في ظل فشل جميع التجارب السابقة والتي كانت تحمل نفس اليافطات التي يحملها هذا المشروع، بدءاً بالمجلس التضامني الذي تصدره درهم بن يحيى وشارك فيه الكثير من مختلف الأطراف، ومع ذلك لم تفلح مساعيهم في إيقاف مخططات دول تحالف العدوان وأتباعها في إشعال فتيل الاقتتال بتعز والإضرار بالمحافظة.
المساوى أشار أيضاً إلى أنه سبق ذلك تشكيل رجال الأعمال والبرلمانيين والوجاهات من أبناء تعز بصنعاء جمعية تعز، وأثناء العدوان جاء مؤتمر الثبات الوطني كإعلان لموقف تعز الحقيقي المساند للوطن والمواجه للعدوان، وانبثقت منه الجبهة الوطنية لمقاومة العدوان في المحافظة وعلى مستوى كل مديرية ومثلت أنموذجاً في التعاطي بمسؤولية في الدعوة للسلم مع الجاهزية للردع لمن يصر على الإضرار بحياة الناس في تعز، وكان لها دور كبير في صد مشاريع الخارج ومحاصرتها في مربعات ضيقة.
مبادرات عدة قدمت لتجنيب محافظة تعز الاقتتال، أبرزها ما سمي باللجنة المجتمعية التي تصدرها سلطان البركاني وحمود الصوفي وعلي الصلاحي وعبدالولي الشميري ورشاد العليمي، والتي كانت تواجه بالترحيب من قبل قيادة الجيش واللجان الشعبية في مقابل الرفض والهجوم من قبل الطرف الآخر، بحسب ما يؤكده المساوى.
ويضيف: "وجدنا هناك من يتشاءم من المجلس المجتمعي في صنعاء والذي يجري التحضير له من قبل بعض الشخصيات السياسية الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير وهم محسوبون في صف الجيش واللجان الشعبية، وجميعهم تضرروا من ممارسات المرتزقة واعتداءاتهم على ممتلكاتهم ومديرياتهم وتكبدوا معاناة مريرة".
المساوى لا يرى أن هذا المجلس من شأنه تمزيق وحدة الصف الوطني المقاوم للعدوان، كما يرى البعض. 
وقال إن من الضرورة بمكان الاستفادة من كل التجارب السابقة والتعاطي برحابة صدر واستيعاب كل الآراء التي تخدم المحافظة واستقرارها.
وفيما يتعلق بما إذا كان لاتفاق السويد دور في التشجيع على إعلان هذا المجلس، يقول المساوى: "أكيد أنه سيثير انتباه الجمهور، أي تحركات ومساعٍ جديدة، وسترتبط به، خاصة مع ما يتم تداوله من أن هناك لجنة من الشخصيات الاجتماعية مهمتها التوفيق بين لجنتي التفاوض من الطرفين، وقد تم تضيق لجنة التفاوض وحصرها بثلاثة من كل طرف. وحسب ما فهمت أنها ستختار شخصيات اجتماعية من خمسة إلى عشرة أشخاص يكونون بين الطرفين للتوفيق والتقريب".
المساوى أكد مباركته لأي خطوة من شأنها توحيد الجهود لمواجهة العدوان وتحرير بقية محافظة تعز.
وقال: "إذا كان المجلس سيخدم القضية الوطنية وأبناء المحافظة في التوجه السليم فسنكون جنوداً مجندة معه وتحت قيادته"، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك نقاشات حول أدبيات المجلس، لكن لم يتم التوصل بعد إلى الصيغة النهائية حتى يمكن الحكم عليها بشكل نهائي.

الحكيمي: لا خير في عمل إذا لم يتأسس على مقاومة العدوان 
عبدالله سلام الحكيمي يقول إن كل شكل من أشكال العمل السياسي أو الجماهيري لا يتأسس على مبدأ مقاومة العدوان الأجنبي المحتل للوطن ومرتزقته، وحشد الجماهير من أجل هذا الهدف، فلا خير فيه ولا أمل منه، بصرف النظر عن الأشخاص.
وأضاف الحكيمي: "كل شخص له كامل الحق في الانضواء تحت أي شكل أو إطار، ثم المواقف هي معيار التقييم".
منذر الأصبحي بدوره علق على المجلس قائلاً: الرجل الأول والمنسق خارجياً لهذه المؤامرة هو المرتزق حمود خالد الصوفي وطارق عفاش واللذان من خلالهما يتم التواصل بشكل مباشر مع صهاينة تعز. ومهما حاولوا التخفي نعرفهم، ومن خلال تشكيل المجلس المجتمعي لمشائخ ووجهاء تعز... وهذه بداية وتمهيد لإعلان المجلس الانتقالي لإقليم الجند.
وأضاف: «للعلم فإن طارق عفاش يعيش الهزيمة والانكسار والخزي والذل فيسعى لرفع معنوياته عبر تفجير فتنة الحوبان. ومع وصول شوقي أحمد هائل المندوب السامي للاستعمار البريطاني بمحافظة تعز إلى صنعاء فذلك يؤكد أن الزيارة رسالات شفهية».
صحيفة "لا" حاولت التواصل مع الشيخ سلطان السامعي للرد على تلك الاتهامات إلا أنه لم يتجاوب.