علي نعمان المقطري / لا ميديا

محاصرة تعز من مؤخرتها الغربية
انطلاقا من السيطرة على الساحل والحديدة يحاول العدو التأثير المباشر على سير المعركة الجارية في تعز من خلال الضغط على جنوب غرب تعز الساحلي، والتركيز على مفرق موزع والوازعية لقطع الخطوط عن الجيش واللجان الشعبية حول الوازعية وجبال العمري وغرب المعافر وتعزيز المرتزقة غرب تعز لشن هجمات قوية على مجنبات قوات الجيش واللجان وقطع خط إمدادها القادم من الحوبان نحو الساحل ومحاولة فتح محاور للتقدم باتجاه المعافر وجبل حبشي وحمير وشرعب 
وما يجري الآن من تحركات وتحشيد كبيرين في تعز من قبل المرتزقة يشي بالكثير من التحركات المتشابكة في سياق مسرح حرب مشترك، ويهدف العدو إلى منع الجيش واللجان من الالتفاف عليه من جهة المحاور الشرقية والغربية للعند وطور الباحة والصبيحة والقبيطة والمقاطرة، ثم قطع إمداد العدو في تعز الغربية والحجرية وخط إمداد الباحة - التربة - الشمايتين، خاصة أن قوات الجيش واللجان تواصل تقدمها في تلك المحاور منذ فترة طويلة وتحقق إنجازات وتسيطر على مواقع جديدة، وبهذا يضع العدو في مصاعب جديدة تعيقه عن التقدم شمالاً، مما يدفعه حتماً إلى نشر قوات جديدة على تلك المحاور، وهو ما يضعف تركيز قواته الهجومية في المحاور الرئيسية ويضعف مواصلة الهجوم شمالاً.
غير أن قوات الجيش واللجان أثبتت مرونة بالغة في المواجهات الكبيرة التي تجري على أبواب الحديدة، وهو ما أوصل العدو إلى عدم القدرة على مواصلة الهجوم بنفس الزخم والقوة السابقة، بعد أن تعرض للكثير من الخسائر والنكسات والانكسارات، فأضحى مشلولاً وعاجزاً عن تعويضها بسرعة، كما صار عاجزاً عن مواصلة التقدم بنفس القوة والزخم، فقد استنزفته الهزائم والنكسات المتوالية.

الهزائم الأمريكية على الساحل الغربي
لا شك في أن الأمريكي ذاق هزائم مريرة على أبواب الحديدة، وهو يحاول تفادي المزيد منها تحت يافطات البحث عن هدنة وسلام ومشاورات جديدة، وكلها تهدف إلى شراء الوقت لأجل إعادة تجميع العدو لقواته وإعادة تأهيل ذاته لاستيعاب المعركة وطبيعة التكتيكات الجديدة التي يتبعها اليمنيون، وسر انتصارهم الدائم رغم التفوق التقني والمالي للعدو.
فالعدو يعرف يقيناً أن قوة اليمنيين تكمن في الروح أولاً، وقبل كل شيء في عدالة قضيتهم، 
لكنه يبحث عن حلول لمشكلته الاستراتيجية في العوامل المادية والكمية وبدرجة رئيسية في الإكثار من المرتزقة والأسلحة الحديثة والخداع الاستراتيجي والبحث عن تحالفات إضافية للتعويض عما هلك وتفكك من تحالفات إمبريالية وإقليمية.

فشل إمبريالي مذل
يتجسد فشل الأمريكي المباشر في الحديدة والساحل بكونه هو من تحمل القيادة المباشرة للمعركة عبر قيادته الوسطى، وهي أكبر قيادة وقوة عسكرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وتتبعها قوات متنوعة بحرية وجوية وبرية وصاروخية وغيرها. لم يعد السعودي يمسك بمقود القيادة العسكرية للمعركة أو الحرب الآن، فقد أمسك بهما معاً الأمريكي وأصبح يقاتلنا مباشرة في الميدان، على الرغم من محاولات إخفاء دوره المباشر، لكن فشل العدوان المتوالي أجبره على تحمل المغامرة والنزول إلى الميدان مباشرة، فما الذي حققه في الميدان يا ترى؟
 لقد اضطرته الهزائم التي تكبدها على الأرض إلى أن يصبح معنياً بوقف هزيمته وانهياره الكاسح، فقد بلغت خسائر العدو في الساحل الغربي حتى نوفمبر 2018 حوالى 50 ألفاً بين قتيل وجريح؛ منهم 15 ألف قتيل، و35 ألف جريح.
أما العتاد العسكري المدمر في معارك الساحل والحديدة فقد بلغ حوالى 3500 آلية عسكرية من الدبابات والعربات والأطقم والمدافع والرشاشات والطائرات والزوارق الحربية، ومن بينها 13 بارجة حربية، وهو ما يعني خسائر مادية تقدر بتريليونات الدولارات. أما الخسائر غير المباشرة فهي مضاعفة حسب تحليلات اقتصادية عميقة... فما هي النتيجة؟
النتيجة هي التقهقر الاستراتيجي والتراجع التكتيكي للعدو على الأرض. فإلى أين سيوصله هذا التقهقر؟