حلمي الكمالي/ لا ميديا

تعيش دولة الإمارات المتحدة وضعاً سياسياً واقتصادياً غير مستقر، بفعل الخلافات العميقة بين الأسر الحاكمة، 
التي تطفو شيئا فشيئا إلى السطح في ظل استمرار عدوانها على اليمن.
ولمعرفة أسباب تلك الخلافات وحقيقة ما يحدث اليوم في دهاليز الحكم في الإمارات نتطرق في هذا التقرير لتوضيح الكثير 
من المحطات الهامة في تاريخ هذا البلد الذي يسبح في المستنقع الغربي منذ أكثر من قرن، بدءاً من نشوء هذه الإمارات وجذور خلافاتها التاريخية وإلى اليوم، حتى يتمكن القارئ اليمني والعربي من معرفة صاحب القرار الأول في هذه الإمارات المشتتة وكيفية اتخاذه.

نشأة الإمارات 
بدأ تاريخ نشوء الإمارات في عام 1820، عندما انهارت دولة اليعاربة الأباضية التي كانت تحكم الساحل العماني. عندها استقلت قبائل الساحل العُماني - كل قبيلة بمساحة من الأرض سمتها إمارة، وحينها بدأ نجم قبيلة القواسم في الظهور كرقم صعب في المنطقة وتأسيسهم إمارة كبيرة، مُكوّنة مما تُعرف الآن بالشارقة ورأس الخيمة. وبعد عقود قليلة برز حلف بني ياس، الذي ضمّ عدة قبائل أبرزها آل نهيان حُكام أبوظبي وآل مكتوم حُكام دُبي، وكانت الإمارات تسمى خلال تلك الفترة بـ(إمارات ساحل عمان المتصالح).

إعلان الاتحاد 
وظلت الإمارات المنفصلة تحت الاستعمار البريطاني حتى اتحدت وأعلن استقلالها عام 1971 تحت اسمها المعروف اليوم (الإمارات العربية المتحدة) وتضم سبع إمارات: أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، الفجيرة، رأس الخيمة، وأم القيوين.
وبالرغم من اتحادها تحت دولة واحدة إلا أن الأسر الحاكمة ظلت في صراع كبير بينها على السلطة والنفوذ، وهو ما تسبب في شروخ بينية تتسع كل يوم شيئا فشيئا.

الموقف من الحرب 
على اليمن 
عمقت مشاركة أبوظبي في الحرب العدوانية على اليمن جراحات الدولة الإماراتية، وأثارت التناقضات التاريخية بين إماراتها السبع ووسعت الخلافات بين الأسر الحاكمة فيها.
وذكرت وكالة (رويترز) الفرنسية في تقرير لها نشرته في يناير الماضي أن حكام إمارات الشارقة والفجيرة ورأس الخيمة رفضوا المشاركة في الحرب على اليمن، فيما تحفظت دبي على ذلك، وهو ما تسبب في نشوء أزمة بين حكامها مع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الإمارات الثلاث تدفع ثمنا باهظا اقتصاديا وعسكريا وأمنيا لقرار أبوظبي، الذي ترى أنه جرها إلى المستنقع وسيقودها إلى نهاية غير سعيدة.

طفو الخلافات 
إلى السطح 
هذه الخلافات لم تعد تحت الطاولة الإماراتية، بل طفت إلى السطح، ففي 16 مايو الماضي أعلن راشد بن حمد الشرقي، النجل الثاني لحاكم إمارة الفجيرة، بعد لجوئه إلى الدوحة، الانشقاق عن الإمارات، مطالبا بانفصال الفجيرة عن الإمارات. 
واتهم راشد الشرقي، في حواره مع صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، إمارة أبوظبي بالتفرّد بقرار المشاركة في الحرب على اليمن والابتزاز وغسل الأموال، قائلاً إن حكام أبوظبي لم يستشيروا حكام الإمارات الآخرين قبل إرغام جنودهم على المشاركة في حرب اليمن منذ ثلاث سنوات، مشيراً إلى تذمّر بقية الإمارات من تصرفات وسياسة محمد بن زايد. 

قشة ستقصم 
الاتحاد الإماراتي
ويرى مراقبون أن العملية النوعية التي نفذتها الطائرات المسيرة اليمنية على مطار أبوظبي الدولي، الأسبوع قبل الماضي، ستكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر الاتحاد الإماراتي، حيث أصبحت المدن الإماراتية في مرمى قوة الردع اليمنية وهدفاً لها، وهو ما كان يخشاه حكام الإمارات السبع، الذين يرون أن انفراد حكام أبوظبي بقرار المشاركة في العدوان على اليمن دون أن يستشيروهم سيكون له نتائج كارثية على الجميع.
وبالتالي فإن التطورات العسكرية الأخيرة أججت مختلف التناقضات والخلافات العميقة داخل الأسر الحاكمة، التي يرجح الكثير أنها ناتجة عن نزوات محمد بن زايد ومواقفه المتطرفة من الملفات الإقليمية، وقد بات يتصدر المشهد الإماراتي على حساب بقية حكام الإمارات وعلى رأسهم أخوه. 


الإمــــــــارات المتحــدة
نظام الحكم: 
وراثي أشبه بنظام ملكي اتحادي متعدد، حيث ينتخب رئيس الدولة ونائبه من حكام الإمارات السبعة.

صاحب القرار: 
محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، المرتبط بعلاقة تبعية مباشرة مع أمريكا. فيما يعتبر رئيس الدولة خليفة بن زايد مجرد واجهة ديكورية، وهذا واحد من أبرز أسباب الصراع القائم بين الأسر الحاكمة.

ـ 83.600 كيلومتراً مربعاً.
ـ 8 ملايين نسمة من مجموعات عرقية مختلفة.
ـ 16.6 % فقط نسبة السكان المحليين.
ـ 23.0 % عرب.
ـ 54.4 % آسيويون، بينهم إيرانيون.
ـ 6.0 % أجانب.
ـ 386.390 مليار دولار إجمالي الناتج القومي السنوي.


إمارة أبوظبي (العاصمة):
ـ 67.340 كيلومتراً مربعاً. ـ 2 مليون نسمة.
ـ اA271;سرة الحاكمة: قبيلة آل نهيان، ولا يكون رئيس الدولة إلا منها.
ـ مصادر الدخل: النفط، حيث كانت أول الإمارات تصديراً للنفط، وذلك عام 1962، 
ويمثل 60 % من الناتج القومي للإمارات. 
ـ الخلافات مع الإمارات الأخرى: يمثل التنافس على السيطرة والنفوذ أبرز أسباب خلافاتها العميقة مع بقية الإمارات.

إمارة دبـــــــي:
ـ 3.885 كيلومتراً مربعاً.
ـ 2 مليون نسمة.
ـ اA271;سرة الحاكمة: قبيلة آل مكتوم.
ـ مصادر الدخل: الخدمات والعقارات والسياحة.
ـ الخلافات مع الإمارات الأخرى: في ثلاثينيات القرن التاسع عشر انفصل آل مكتوم عن آل نهيان ليحكموا دبي، لينشأ الخلاف بين الإمارتين، وليزداد عمقاً بسبب مواقف أبوظبي المتطرفة من قضايا المنطقة.


إمارة الشارقة:
ـ 2590 كيلومتراً مربعاً.
ـ 900 ألف نسمة. 
ـ اA271;سرة الحاكمة: قبيلة القواسم (آل القاسمي).
ـ مصادر الدخل: النفط وأيضا قطاع الطيران حيث تملك أول قطاع طيران في الشرق الأوسط العربية للطيران.
ـ الخلافات مع الإمارات الأخرى: تعيش خلافات عميقة مع أبوظبي منذ مطلع القرن الثامن عشر بسبب موقف القواسم المناهض للاستعمار البريطاني، وقد تسببت الخلافات في قتل عدد من أمراء الطرفين. 


إمارة رأس الخيمة:
ـ 1684 كيلومتراً مربعاً.
ـ 300 ألف نسمة. 
ـ اA271;سرة الحاكمة: قبيلة القواسم.
ـ مصادر الدخل: السياحة والاستثمار.
ـ الخلافات مع اA273;مارات الأخرى: صراعها مع أبوظبي هو امتداد لصراع الأخيرة مع إمارة الشارقة حيث يعتبران من قبيلة واحدة.


إمارة الفجيرة:
ـ 1165 كيلومتراً مربعاً.
ـ 173 ألف نسمة. 
ـ اA271;سرة الحاكمة: قبائل الشرق (آل الشرقي).
مصادر الدخل: التجارة، بسبب موقعها الجغرافي القريب من مضيق هرمز.
ـ الخلافات مع الإمارات الأخرى: تعيش خلافات مع أبوظبي بسبب الحرب على اليمن، حيث رفضت المشاركة فيها. كما تشهد خلافاً اقتصادياً معها منذ إعلان الاتحاد.

إمارة أم القيوين:
ـ 777 كيلومتراً مربعاً.
ـ 49 ألف نسمة. 
ـ اA271;سرة الحاكمة: قبيلة المعلا.
ـ مصادر الدخل: الثروة البحرية، حيث تشتهر بوجود العديد من الأخوار المائية التي تمثل بيئة خصبة لتكاثر أنواع السمك.
ـ الخلافات مع الإمارات الأخرى: صراعها مع أبوظبي جوهره السيطرة والنفوذ. 


إمارة عجمان:
ـ 259 كيلومتراً مربعاً.
ـ 206.997 ألف نسمة. 
ـ اA271;سرة الحاكمة: قبيلة آل النعيمي.
مصادر الدخل: الاستثمار العقاري، حيث توجد مئات الشركات الحرة والمنشآت الصناعية.
الخلافات مع الإمارات الأخرى: تعتبر علاقاتها المتميزة مع سلطته عمالة مثار خلافات تاريخية مع أبوظبي.