صلاح الدكاك / لا ميديا

ـ روحي بذكرك من دون الأُلَى ثَمِل
وخافقي لسـرى أخبارِكم نُزُلُ
ـ فعلتَ ما قلتَ إذْ قالوا وما فعلوا
ونلتَ ما رُمْتَ إذْ راموا وما بذلوا
ـ حملتَ روحك قربانًا وقد رزحوا
أسـرى الملذاتِ غيرَ الذُّلِّ ما حملوا
ـ أطلعتَ مِنْ "جرف سلمانٍ" شموسَ هدىً
حينَ البريَّة في ثوب الدجى رفلوا
ـ صـرختَ في خرَسِ النُّوَّامِ: لا نعستْ
عينٌ بشحْذِ رضا الجلَّادِ تكتحلُ
ـ الله أكبرُ؛ كرَّارًا صدحْتَ بها
إنَّ الحياةَ جهادٌ والردى أجلُ
ـ هتفتَ: هيهات منا الذلُّ، فارتجفَتْ
"عُزَّى" وزُلزلَ من رجع الصدى "هُبَلُ"
ـ فحاصـرتْك حرابُ الحقدِ واحتشدتْ
عليك دنيا وصبَّتْ غلَّها دُوَلُ
ـ فما برحتَ كُميـتًا غورُ أخْـمـصـهِ
غورُ الجبال ومَرسـى رأسِه زحلُ
ـ هذي ذراري "يزيدٍ" في عرمرمها
جحافلٌ غصَّ منها السهلُ والجبلُ
ـ و"جَوْشَنُ العصـر" يُزجي رحلَ خِسَّتِهِ
في قبح شِدْقَيْهِ يُقْعِي خنجرٌ جَذِلُ
ـ يا حَرْبَ "مَرَّانَ" في مأساتِها التحمتْ
"صفِّينُ" و"الطَّفُّ"؛ "عاشوراءُ" و"الجَمَلُ"
ـ و يا "حسينُ بنُ بدرِ الدينِ" وَحَّدَهُ
حَبْلٌ مِنَ البَذْلِ بِـ"الكَرَّارِ" مُتَّصِلُ
ـ سَمَوْتَ قَدْرًا فَأَعْيَيْتَ العِدَا طَلَـبًا
رَحُبْتَ صَدْرًا فَضَاقَتْ حَوْلَكَ المِلَلُ
ـ طُفْتَ "السِّماكَ" فَظَنَّ الطائفيَّةَ مَنْ
تَعَثَّروا دُونَ ما تَصْبُو ومَنْ جَهِلُوا
ـ تَأوَّلوا فِكْرَكَ السَّامِي فَمَا بَلَغُوا
بِكِبْرِهِمْ أَبْجَدَ الرُّؤْيَا ولَا وَصَلُوا
ـ والحَقُّ مِعْرَاجُ عِزٍّ دُونَ طَالِبِهِ
مَكَارِهٌ هَيِّنُ الرُّقْيَا بِهَا جَلَلُ
ـ كَمْ مُثْقَلٍ بِنَيَاشِينِ العُلُومِ وَقَدْ
غَلَّ الخُنُوعُ يَدَيْهِ مَا لَهُ ثِقَلُ
ـ وَأَنْتَ بِالدَمِّ أَجْرَيْتَ اليَرَاعَ فَمِنْ
وَرِيدِ رُوحِكَ نَزَّ الفِكْرُ والجُمَلُ
ـ فَلَا مَسَافَةَ مَا بَيْنَ السُّلُوكِ وَمَا
بَيْنَ السُّطُورِ؛ تَمَاهَى القَوْلُ والعَمَلُ
ـ لَا يَبْخَسُ المَاسَ جَهْلُ الجَاهِلِينَ بِهِ
ولَا تُضَاعِفُ قَدْرَ الفِارِغِ الحُلَلُ
ـ يا أفقرَ الناسِ إلا حكمةً وندىً
وأرفعَ الناسِ؛ لولا الشَّنْءُ والحوَلُ
ـ إنَّ المراثيَ حظُّ الميِّتينَ فطِبْ
مثوىً فمثلك حَيٌّ حاضـر أزلُ