عقيق
 

مهدي علواني المشولي

لن يستطيع أطفال وملوك آل سعود بتحالفاتهم ومرتزقتهم المأجورين، أن يخضعوا بعدوانهم الجائر إرادة شعب جبل على الإيمان وعدم الانكسار في كل مراحل نضالاته التاريخية في أحقية وجوده التاريخي وصراعه السياسي من أجل ذلك مع كل أعدائه في مختلف الحقب وأجناسها الاستعمارية، مهما امتلكوا من قوة ونفوذ، ومهما كانت خفايا نواياهم أو ظاهر تحالفاتهم! 
فكل الصراعات السياسية والعسكرية وعدائهم التاريخي مع هذا الشعب كانت دوما تنتهي بحتمية تاريخية واحدة: (لا المهزوم يفنى كلا ولا المنتصر ضامن بقاه)...
هكذا قالها ذات يوم ولخصها شعراً في ذات عهد سيد الذكر وحكيم الكفاح المسلح في الجنوب الشاعر الثائر والمناضل الكبير الفقيد عوض الحامد طيب الله ثراه..! 
حكمة نضالية لمناضل كبير خبر الحياة وعاش كل تجارب النضال الثوري ومراحل الكفاح المسلح والصراع السياسي، ونظم حكمته وتأملاته في قصيدة طويلة استهلها بجدلية صراع الأضداد في الحياة وما تفرزه كل الصراعات السياسية الدموية من نتائج ومرارات للمنتصر والمهزوم على حد سواء:
 (من فجر التاريخ ضدان يتصارعان في الحياه..
لا المهزوم يفنى كلا ولا المنتصر ضامن بقاه..)
كل الحروب والصراعات السياسية الدموية منذ هبوط آدم إلى كوكب الأرض، كانت تؤدي بفرقها إلى الخسائر الثنائية والهزائم الإنسانية..!
خسر قابيل أخاه هابيل بإزهاق روحه في أول عملية قتل بشرية، وفي أول صراع إنساني، وكمنتصر مُني بأول هزيمة إنسانية.. ولم يعرف كيف يواري سوءة أخيه..!
وفي كل العصور الإنسانية الممتدة حتى اللحظة تواصل صراع الأضداد، ومازال كوكب آدم يكتسي بحمرة الدم وتعفر تربته بلون احمراره..! 
دم الأبرياء مازال يراق على قشرة بيضة أولاد آدم، وكل إله في الأرض وكل خليفة فيها يبرر سفكها ويحلل فعله الدموي ويعلل وهم انتصاراته..! 
إنه وهم ملوك الأرض وطغاتها..
وهم الانتصار والهزيمة ومراراتهما..
في حروب السلطة والصراع السياسي العربي لم ينتصر أحد.. وكل حروب ملوك العرب خاسرة.. وخسر كل طغاة العالم حروبهم!
وتاريخ اليمن السياسي والعسكري أكثر تعقيداً كتعقيد طبيعتها الديموغرافية وعقدة كل غازٍ لها وكل والٍ عليها أو حكماً لها. 
وأنكد الناس في الدنيا وأتعبهم..
من يركب الليث أو يحكم اليمنا..!
فكل الغزاة مروا من هنا بهمِّ هزائمهم وبوهم انتصاراتهم..!
وكل الطغاة كانوا هنا..!
كشعب وكأنظمة سياسية وكقبائل لم نعتدِ على أحد..!
كل الغزاة كانوا ولازالوا يأتون إلينا، ولم ننكسر..!
وكل الطغاة فينا لم يستطيعوا ترويضنا..!
نحن شعب لا يخشى العواصف..!
mash3667@gmail.com

أترك تعليقاً

التعليقات