حسين زيد بن يحيى

حسين زيد بن يحيى / #لا_ميديا -

لا خلاف على 5 سنوات من العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي سطر فيها شعبنا اليمني أروع ملاحم الصمود والانتصار. تلك الحقيقة لا يمكن القفز عليها، لكنها لا تلغي حق الشعب في معرفة بعض التفاصيل، حيث إن الوعي الجمعي اليمني يعرف بالتفصيل الممل أسباب العدوان عليه. مع ذلك هنالك الكثير من الأسئلة التي تتطلب إجابات عليها ولجان تحقيق فيها.
أول تلك التساؤلات، التي تبحث عن إجابات تحترم دماء الشهداء الذي سقطوا في معركة التحرير والاستقلال: ما الذي حدث في عدن والجنوب؟! 
الكل سمع من هنا وهناك عن أسباب نزول اللجان الشعبية الى عدن والمحافظات الجنوبية. الأهم من ذلك: ما هي الخطة العسكرية التي على ضوئها نزلت تلك الثلة المؤمنة من المجاهدين؟!
ما يقال عن خيانة عفاش وعكفته لا يكفي لتبرير ذلك الدم الطهور الذي سال. دماء الشهداء تفرض تحديد الأسماء والمسؤوليات، من خلال لجنة تحقيق فنية مهنية، وليس ترك الباب للعموميات والاجتهادات المتشعبة. فعند طرح موضوع خيانة عفاش يطرح معه سؤالاً مرادفاً: إن كانت هنالك خيانة فكيف بعد ذلك يتم التحالف معه؟!
ثم إن كانت هنالك من خيانة أين القادة العسكريون والسياسيون الميدانيون المرافقون للمجاهدين؟! إن الشعب اليمني وأسر الشهداء يطلبون اليوم وبإصرار جرد حساب، خاصة من طرف أنصار الله؛ أين نقاط الضعف والتقصير؟ ومن يتحمل مسؤولية ما حدث في عدن والمحافظات الجنوبية؟!
ويظل السؤال الأبرز الذي يحتاج إجابة لا لبس فيها: قواتنا التي نزلت عدن والجنوب هل كانت لها حاضنة سياسية؟ إن لم تكن لها حاضنة جماهيرية لماذا نزلت بالأصل؟! وإن كانت لها حاضنة من الذي همشها؟! ولماذا لم يقاتل مع اللجان الشعبية أهلنا في عدن والمحافظات الجنوبية؟!
تلك التساؤلات إجاباتها أبعد من الإطار العسكري والزمني حينها. وبوضوح أكثر: أين دور أنصار الله السياسي والجماهيري ما قبل 2015؟! هل صحيح من تعامل في الملف السياسي الجنوبي من أنصار الله بدلا من إيجاد حاضنة جماهيرية في الجنوب أحدث تنفيرا بسوء أخلاقه أو عدم كفاءته؟! والنتيجة في المحصلة النهائية تظل واحدة.
كما في رائعة فنان الشعب والثورة (الخال) الأستاذ محمد محسن عطروش:
الشعب يطلب.. يطلب حساب
من بعد موسم.. موسم صراب
نعم، شعبنا اليمني العزيز وأسر الشهداء والمجاهدون يتوجهون إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لتشكيل لجنة تحقيق في ما حدث في عدن والجنوب، ومن تسبب في تلك الهزيمة الثقيلة، خاصة أن الجميع كان يعلم بالضرورة أنه قبل ذلك في الوقت الذي كان فيه أبناء المحافظات الجنوبية يرفضون المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك كان أنصار الله مرحبا بهم جنوبا!
 وما بعد الهزيمة العسكرية والتحالف مع المؤتمر الشعبي (عفاش) لماذا جنوبا استمر نهج عفاش ولم يصل نور ثورة 21 أيلول 2014 إلى الجنوب، وحتى اللحظة ما زالت صنعاء تتمترس خلف شعار حرب وتكفير الجنوب صيف 1994 (الوحدة أو الموت)؟! أبعد من ذلك: ما بعد وأد فتنة 2 ديسمبر 2017 ترفض صنعاء الاعتراف بالشراكة الوطنية الجنوبية! محافظات الجنوب يتم تعيين محافظين لها إما من أبناء المحافظات الشمالية وإما ككن يُعرفون جنوبا بـ"مرتزقة السبعينات"، وفي أحسن الأحوال بقايا عفاش ومؤتمر حوار المبادرة الخليجية الذي رفضه الجنوبيون الأحرار من قوى التحرير والاستقلال في الحراك الجنوبي.

أترك تعليقاً

التعليقات