أحرجتمونا فعلاً
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / #لا_ميديا -

يجعلك الزنداني وأولاده تشعر أنهم عائلة من الأطباء والمتخصصين في أعقد التخصصات.. فحين يعجز العالم عن إيجاد أي حل لأية مشكلة، تجدهم يظهرون على شاشات التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي، ويقولون للعالم: العلاج عندنا.. لقد اخترعناه.
ظهر الإيدز فأعلنوا أنهم اخترعوا له علاجاً، ومنذ أكثر من 15 سنة لم يظهر ذلك العلاج، ولو أنه اخترعه فعلاً لكان أغنى من بيل غيتس.
ثم انتشر الفقر في اليمن فأعلن الزنداني أن لديه علاجاً للفقر، ولا ندري هل هو عضل أم وريد، لأن الفقر ليس له علاج سوى العمل.
كل اختراعاتهم كاذبة ومضللة ليبقى الناس ينظرون إليهم بعين الإجلال والتبجيل.. ما عدا اختراع واحد استطاعوا النجاح فيه، وهو شركة الأحياء البحرية التي نصبوا فيها على الناس، وأخذوا أموالهم، ثم أقفلوها بدون سابق إنذار، بعد أن نهبوا مليارات الريالات.
الآن انتشر فيروس كورونا.. وبعد أن عجز العالم بكل معامله ومختبراته، أطل محمد عبدالمجيد الزنداني بمنشور على صفحته ليقول إنه بعد إلحاح الأصدقاء عليه بخصوص اكتشاف علاج لكورونا، فإنه قد توصل لعلاج ناجع يقضي على الفيروس خلال 72 ساعة فقط. وربما لولا إلحاح أصدقائه لما بادر لاكتشاف هذا اللقاح بكل سهولة!.
سخر منه الكثير في تعليقاتهم، ودعا له البعض بالتوفيق وإبهار العالم.. ثم كتب منشوراً آخر يذكر الذين يسخرون منه، ويقارنهم بالذين سخروا من النبي نوح وهو يصنع الفلك!
محمد الزنداني أستاذ في الفقه المقارن، فما علاقته بالفيروسات؟
حتى لو كان طبيباً فذلك ليس بمقدوره، لأن علم الفيروسات يحتاج تخصصاً، والزنداني عبارة عن فقيه لا يستطيع حتى الوصول إلى معرفة التسلسل الجيني للفيروس ولا فكّ شفرته، ولا يستطيع أيضاً قراءة التركيبات الجينية وأسماء الأمصال التي تقضي على هذا الوباء.. مع أن أكبر وباء هو الجهل الذي يمارسونه بكل قناعة.
الصين العظيمة بجلالة قدرها ومعاملها وعلمائها وأطبائها ومختبراتها، فشلت في إيجاد لقاح للفيروس، وابن الزنداني استطاع اكتشافه في شقته الفاخرة بتركيا حين ألح عليه أصدقاؤه.. يا لسخرية الأقدار!
هذه الظروف تجعل هؤلاء الأدعياء يفضحون أنفسهم ويبدون عرايا من كل القيم والأخلاق بهذه الترهات التي يحسبونها معجزات لاستجلاب أكبر قدر من الأتباع والمريدين.
أما الحقيقة فإنهم يجعلونك تحب ذنوبك حين ترى زيف إيمانهم.

أترك تعليقاً

التعليقات