خبز المتخمين..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

قرأت قبل فترة حكاية تتحدث عن رجلين ثريين جداً، لديهما من الأموال المكدسة ما يكفيهما ويكفي أحفادهما وأحفاد أحفادهما، وكان كل منهما لا يستخدم ثراءه الفاحش إلا في ارتكاب جميع أنواع الفواحش، وهذا أمر طبيعي لا غرابة فيه، فضعاف النفوس ما إن تمتلئ جيوبهم وتنتفخ كروشهم حتى يذهبوا باحثين عن قارورة خمر وفتاة ليل.
العجيب أنهما رغم الأموال الطائلة والحياة الماجنة التي لم يتركا فيها لهواً ولا عبثاً ولا إثماً إلا ومارساه بشكل شبه يومي، غير أنهما كانا يسرقان ما وجداه في طريقهما من ممتلكات الغير، حتى اللقمة الصغيرة يخطفانها من فم المرء خطفاً، وإن بحثت عن سبب منطقي يضطرهما لبذل كل هذه الجهود في سبيل سرقة خبز الجائعين، فلن تجد شيئاً.
الأعجب من ذلك أن عائدات عمليات السرقة لا تذهب أبداً لخزائن هذين اللصين، بل كانت تذهب تلقائياً إلى خزينة كبير الفتوات في ذلك العهد، وهذا الفتوة كان مستبداً وظالماً بكل ما تعنيه الكلمة، يستعبد أتباعه ويستخدمهم لارتكاب أبشع الجرائم، يأخذ أموالهم والأموال التي يسرقونها من أجله.
أما الرجلان فالمنافسة تحتدم بينهما بشكل ناري، كل منهما يحاول إثبات ولائه وإخلاصه وعشقه للزعيم الفتوة، وذلك بقتل الأبرياء ونهب ممتلكاتهم وأموالهم وإيداعها فوراً في خزينته، إلى جانب أموالهما الأصلية التي كان يأخذها باستمرار.
أعتقد أن هذه الحكاية تقصد بحديثها مملكة الشر ودويلة الإمارات، لكنها شديدة الخجل كثيرة الحياء، وقد تكون حريصة على مشاعر الأمراء المدللين، ولذلك فضلت التلميحات والإشارات المبطنة على الصراحة الزائدة التي تجرح القلب أحياناً.
أما أنا فكما عهدتموني صريح زيادة عن اللزوم، ويلعن أبوكم وأبو مشاعركم يا أمراء العهر والبغي والفجور، لا تكاد تمضي ساعة على تحرر أحدكم من حضن والدته، حتى يفتل عضلاته على الناس ويلعب دور فارس أمريكا المغوار.
الموضوع يا جماعة أنني أخذت لفة على أغلب المواقع الإخبارية المناهضة لمحور الشر، وقرأت كل التقارير التي تتناول وصول القوات الأمريكية الإماراتية حديثاً إلى ميناء بلحاف في شبوة، التقارير بشكل عام جميلة جداً وتوضح السياسة الأمريكية الاستعمارية الاستبدادية، لكنني وجدت أغلبها تفسر مرافقة جنود الإمارات للأمريكيين بأن هناك أطماعاً إماراتية إلى جانب الأطماع الأمريكية في نفط اليمن، وفوق ذلك تتكلم عن أطماع سعودية أيضاً، وتستند التقارير في تحليلها على التدريبات المشتركة التي بدأت بين القوات الأمريكية والإماراتية قبالة السواحل اليمنية، والمحاولات السعودية البائسة في السيطرة على أية ذرة تراب يمنية.
أنا شخصياً لم يستوعب عقلي فكرة وجود ما يسمى (أطماعاً إماراتية سعودية)، إذ إنه من غير المعقول أن أطمع بما في جيبك بينما لا أستطيع الحفاظ على ما في جيبي أصلاً، وهكذا فليس من المنطق أن تطمع السعودية والإمارات في نفط اليمن بينما نفطهما يعتبر ملكية خاصة للولايات المتحدة.
نحن أيها الناس في مواجهة أطماع أمريكية فقط، أما أمراء الخليج فهم مجرد أدوات يتم استخدام ثروتها النفطية وهويتها العربية لتسهيل خطة النظام الأمريكي في احتلال اليمن ونهب خيراته.
وأساساً كان الأحرى بتلك البقرة الحلوب أن تحافظ على لبنها وتغلق ضرعها أمام فم ترامب الجشع، بدلاً من السعي وراء خيرات غيرها، والحال نفسه ينطبق على الدويلة الزجاجية التي يتغذى الجيش الأمريكي من دراهمها وأموالها، وهل يمكن لمن يعاني الاحتلال أن يحتل بلدان الآخرين؟
الإمارات تقيم تدريبات مشتركة مع القوات الأمريكية، والسعودية تتفاخر بجنود أمريكا الذين تستضيفهم في قواعدها بشكل مستمر، كل منهما تقول للأخرى إنها محبورة بدعم الولايات المتحدة، والحقيقة أن الأخيرة لا تدعم أحداً، وإنما تستخدمهما لتنفيذ أجندتها الاستعمارية الاستبدادية في المنطقة.
يبدو أن مرض انفصام الشخصية الثنائي منتشر بينكم يا أولاد سعود وعيال زايد، نراكم فرساناً مغاوير في صحارى الوطن العربي، وجرذاناً مهانين في مجاري البيت الأبيض!
لو كان فيكم ذرة رجولة فلتحافظوا على ثرواتكم التي ينهبها ترامب، ثم تعالوا بعدها وحاولوا نهب ثرواتنا، أما زعيمكم الأبرص فالأيام ستخبره بأن اليمن ليست مستباحة كالسعودية والإمارات، وإن أراد من أرضها نفطاً فلن يجد سوى الدم.. الدم فقط.

أترك تعليقاً

التعليقات