جواب واحد لتساؤلات كثيرة
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / #لا_ميديا -

لماذا السودان يوافق على مثول البشير أمام محكمة العدل الدولية بعد أن كان المجلس العسكري قد رفض ذلك إبان الاحتجاجات التي أسقطت البشير؟ ما سر التوقيت؟ وكيف يمكن قراءة هذه الرسالة؟ هل يتعلق الأمر بالتطبيع مع الكيان الصهيوني؟ أم أن هناك ضغوطات قطرية تركية خفية لصالح البشير يقابلها تخوف سوداني من فقد الدعم الإماراتي السعودي، وكان الحل الأنسب هو تسليم البشير؟ هل صعوبة الوضع الاقتصادي وعدم الاستقرار المعيشي للسودان قد يغير مزاج الشارع السوداني تجاه البشير، وبالتالي لا يريد أحد تحمل تبعات الحكم على البشير؟ وإذا كانت هناك ضغوطات على السودان بتسليم البشير، هل هي رسالة لقادة السودان الجدد؟ ما المشترك في إعلان السودان محاكمة البشير في العدل الدولية وتقديم شركة محاماة بريطانية، الثلاثاء الماضي، طلبات للسلطات البريطانية والأمريكية والتركية للقبض على مسؤولين إماراتيين كبار للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب وتعذيب في اليمن؟ هل الإمارات ملزمة باستمرار العدوان ما لم يتم معاقبتها؟ وإذا كانت ملزمة، هل تستطيع مراوغة الجيش واللجان الشعبية والاتفاقات التي قيل عنها في إيران وعُمان وغيرهما؟ هل بدأت مأساة التحالف وليس تفكيكه وحسب؟ 
وهل يمكن أن يكون لإعلان محاكمة البشير والمطالبة بمحاكمة مسؤولين إماراتيين صلة بإعلان وزير الخارجية السعودي محاكمة المتورطين بقصف المدنيين من قبل من هم محسوبون على تحالف العدوان؟ هل تريد السعودية تحميل ما يسمى شرعية هادي المسؤولية مبكراً وتقديمها كبش فداء كي لا يتم ملاحقتها في المستقبل أو بعد انتهاء العدوان إن صح التعبير؟ وهل تخشى السعودية من أن تطالها المطالبات والابتزازات مجدداً مثلما يحدث الآن مع أبوظبي؟ أم أن رسالة البشير والمطالبة بمحاكمة إماراتيين رسالة للنظام السعودي وتحذيره من التفكير في إنهاء العدوان؟ ما الذي تخبئه واشنطن للرياض وأبوظبي في حال وقف العدوان دون تحقيق أهداف أمريكا...
جميع التساؤلات السابقة لها جواب واحد لا غير، وهو: كل من اعتدى وتآمر على اليمن ستطاله يد العدالة بأيدي الجيش اليمني ولجانه الشعبية أو بأيدي من حركوهم وأصبحوا كروتاً محروقة. لعنة اليمن العظيم ستحل على كل من تجرأ وسفك دم أطفال اليمن أو حاول النيل من كرامته واستقلاله، وإن غدا لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات