صلاة الوهم!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / #لا_ميديا -

لقد قلت سابقاً إن الوهابية ليست فكراً بأي شكل من الأشكال. وكنت أنوي أن أغلق الموضوع عند ذلك الحد، وأرتقي بالكتابة إلى شيء آخر غير تلك القذارة، لكنني والله لا أجد مهرباً أمام تقليعاتهم المنحرفة.
من الواضح جداً أن كل أنواع الشذوذ محفوظة في برطمان قذر يتوارثه العرق الأموي الوهابي جيلاً بعد جيل. وكلما وصل البرطمان إلى يد وارث جديد أضاف إليه شكلاً فريداً من الانحراف الأخلاقي الديني العقلي الفكري. هناك أخبار تقول إنه إناء مطاطي باق في حالة امتلاء وتضخم لا تتوقف، حتى إذا نفخ في الصور وقامت الساعة انفجر.
غير أن أغلب المربيات السامة التي يحتوي عليها البرطمان مطبوخة على يد الشيف «ابن تيمية» وخليفته «ابن عبدالوهاب»، وسوف تجدها على هيئة مجلدات وكتب وأبحاث في الفقه اليزيدي اللاإسلامي، وعلماء بلاط المملكة ينهلون منها فتاواهم قليلة الأدب.
هؤلاء المفترون لديهم في كتبهم أحاديث غريبة موضوعة ينسبونها إلى النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله. هناك حديث في باب الطهارة يقول: «من لم يخلل أصابعه بالماء خللها الله في النار».
يعني لو أمضيت عمرك كله في الصلاة والتهجد دون تخليل لا بد أن تتخلل في النار! بالله عليكم هذا حديث أم فيلم رعب؟!!
بعيداً عن هذا الموضوع، دعني أخبرك أن وزير العدل السعودي السابق -أمين عام «رابطة العالم الإسلامي»، محمد العيسى، قام قبل يومين بزيارة نادرة لمعسكر «أوشفيتز» في بولندا، والذي يدّعي الصهاينة أن النازيين ارتكبوا فيه محرقة بحقّ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
هذا الحاخام السعودي ذهب إلى هناك للصلاة على أرواح القتلى اليهود، برفقة رئيس ما يسمى اللجنة اليهودية الأميركية «فليكس واربورغ».
ترى هل يعلم «محمد العيسى» بشأن ذلك الحديث عن التخليل؟!
إنه إمام المصلين على أرواح ملايين اليهود، ولا يجوز له شرعاً أن يصلي عليهم دون وضوء وتخليل!
نحن نعرف يا محمد العيسى أنك عالم كبير وواعظ ديني، لكننا نقول ذلك من باب التأكد فقط! نرجو أنك قد تحريت الطهارة جيداً عند وضوئك، وارتديت أجمل أثوابك قبل الذهاب، وحذارِ أن تكون نسيت قراءة دعاء زيارة الميت!
عندما قمتَ برفقة الصهيوني «واربورغ» للصلاة على أرواح اليهود، لا بد أنك أخبرته أن يضم يديه عند الوقوف، لأن السربلة حرام كما يقول البرطمان. ولكي لا يُظلم أحد، كنت أود أن أقترح عليكما أن تتقاسما الصلاة، ركعة تلمودية وركعة وهابية، لكن خيرها في غيرها، فالقادمات أكثر، وسنكتفي هذه المرة بالتخليل.
طبعاً محرقة الهولوكوست المزعومة تم إثبات عدم وجودها في كتب كثيرة جداً، أشهرها كتاب «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية» للفيلسوف الفرنسي «روجيه غارودي»، أي أن اليهود ابتدعوا هذه المجزرة من وحي خيالهم أملاً في كسب عاطفة الشواذ والأغبياء، الذين سيعلنون تأييدهم لإقامة وطن قومي لليهود في بلاد الشام. ولكن رغم هذا يبقى من الضروري الصلاة على أرواح أولئك، من أجل تأكيد التآخي بين الشواذ الوهابيين والمجرمين الصهاينة.
الداعية الصهيوني «أفيخاي أدرعي» يقول إن هذا هو الإسلام الحقيقي، ويشيد كثيراً بهذه الخطوة المقدسة التي قام بها الحاخام السعودي «محمد العيسى».
لكي نكون منصفين، تعالوا نتذكر مجزرة «صبرا وشاتيلا» التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين في عام 1982. في هذه المذبحة تم إزهاق أرواح 3000 لاجئ فلسطيني ما بين رجل وامرأة وطفل وشيخ.
هل هناك أحد ينكر وجود هذه الجريمة البشعة؟!
بل إن الصهاينة أنفسهم يعترفون أمام العالم بارتكابها، غير آبهين بكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والفطرية.
ولنتحدث عن مجازر الصالة الكبرى وأطفال ضحيان وعرس سنبان وعزاء نساء أرحب... آلاف اليمنيين تم إزهاق أرواحهم بكل دم بارد.
هل هناك أحد ينكر وجود هذه الجرائم البشعة؟!
بل إن الوهابيين أنفسهم يعترفون أمام العالم بارتكابها، لكنهم يقولون إنها عن طريق الخطأ، وبالطبع غير آبهين بكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والفطرية.
المغرد العماني «سيف النوفلي» قال في تغريدة: «ليت العيسى يصلي على أرواح الأبرياء ضحايا الحصار في اليمن، الذين قتلهم الجوع والمرض بسبب الحصار الذي تفرضه دول التحالف».
إليك هذا الرابط العجيب بين أبناء «هرتزل» وأبناء «ابن عبدالوهاب»: اليهود يعتقدون أنهم أبناء الله وأحباؤه، ولذلك فإن دماءهم دماء، ودماء الناس «مرق»، والوهابيون أيضاً يعتقدون أنهم أحباب الله الذين لم يهدِ غيرهم للإسلام، ولذلك فإن دماءهم دماء، ودماء الناس «مرق».
لا غرابة أبداً في أن يُتلى القرآن على أرواح الصهاينة، بينما تُتلى أصوات الانفجارات والصواريخ على رؤوس المسلمين. ولا فرق هناك بين حاخام يهودي ورجل دين وهابي. إنه الاعتقاد ذاته، والشذوذ العقلي ذاته.

أترك تعليقاً

التعليقات