ذو الفقار يوسف

ذو الفقار يوسف / لا ميديا -

لم تغط «الجزيرة» واقعة اعتقال هبة اللبدي في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من شهر ونصف، لكنها سارعت لاستضافتها عبر «إنترنت» على شاشة «مباشر» فور تحريرها.
الأسيرة الأردنية من أصل فلسطيني التي اقتادتها سلطات الاحتلال من معبر الكرامة بين الأردن وفلسطين المحتلة، لتودعها معتقلاً إدارياً عسكرياً، دون تهمة واضحة، تمكنت من كسر جبروت الجلاد في معركة أمعاء خاوية خاضتها لمدة 45 يوماً، اضطرت معها سلطات الاحتلال لإخلاء سبيل هبة بالتنسيق مع سلطات الأردن.
أسئلة مذيع «الجزيرة مباشر» لـ«هبة» هدفت لانتزاع ذريعة افتراضية وراء الاعتقال.. «ما الذي جعلهم يعتقلونك أنت، بينما يسمحون لوالدتك بالعبور؟! هل كنت تحملين بحوزتك شيئاً ما؟! هل فتشوا هاتفك المحمول؟!..».. سألها المذيع، وردت بدورها مؤكدة أن الاعتقال كان تعسفياً محضا،ً وامتنعت عن الإدلاء بحديث للقناة عما دار في التحقيق معها.
«سأتحدث فقط عن الانتهاكات الإنسانية التي تعرضت لها..» قالت هبة، وشرعت تروي جملة من تلك الانتهاكات، ليستوقفها المذيع عند نقطة «تفتيشها عارية» سائلاً: «هل تم تهديدك بشيء ما؟!».
بدا واضحاً أنه يحثها على الإدلاء بمعطى مثير من قبيل «التهديد بالاغتصاب»، غير عابئ بواقعة الاعتقال التعسفي كفعل مباشر يغني عن توجيه تهديدات مستقبلية لـ»هبة».
الأسيرة الحرة التي حررت نفسها بمعركة إضراب ـ بطولية ـ عن الطعام، لقنت «الجزيرة» ومذيعها درساً قاسياً ـ رغم نعومة نبرتها ـ في الولاء القومي للقضية المركزية الأولى، وصوبت اصطلاحاته الخيانية المعبرة عن نهج القناة
 بالعموم حيال فلسطين.
استخدم المذيع في أسئلته اصطلاحي «السلطات الإسرائيلية، وإسرائيل»، ودحضت هبة بعفوية واعية خطاب التطبيع هذا، بتسمية الأشياء بمسمياتها «سلطات الاحتلال الصهيوني، وفلسطين المحتلة».
موقف هبة اللبدي المنحاز إلى المقاومة الفلسطينية واللبنانية كخيار في مواجهة الاحتلال وسبيل وحيد لتحرير التراب والقرار، هو ما أوردها معتقلات العدو، لتشاطر أسرى بلدها الأم عسف جلاديه، وتحوز شرف خوض معركة «الأمعاء الخاوية» معهم.
إنها ـ بالنقيض لـ«عهد التميمي» ـ ليست صنيعة آلة التطبيع الإعلامية العربية والإسلامية، لذا فإن أردوغان وتميم أعجز من أن يضماها كأيقونة لجملة مقتنياتهما، أو تحنيطها على جدران متحف الخيانة.

أترك تعليقاً

التعليقات