شعب عاطفي
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

نحن اليمنيين نهتم لشؤون غيرنا أكثر من اهتمامنا بشؤوننا.
خلال هذا الشهر فقط كان غالبيتنا مهتمين جداً بالانتخابات التونسية، وذكرى جمال عبدالناصر، الذي كانت صورته متواجدة في صفحات اليمنيين أكثر من تواجدها على صفحات المصريين، ورائد الفضاء الإماراتي الذي أنقذنا من شكوكنا حول كروية الأرض. ومؤخراً انتفاضة لبنان.
خلال هذه السنوات الـ9 تعاطفنا كثيراً، وغيّرنا صورنا الشخصية، على «فيسبوك»، بصور الشهداء الذين لا نعرفهم، وبصور مرسي والسيسي، وشعار رابعة.. وأحياناً ننشر صور قتلى الكوارث، كقتلى قطارات مصر المتهالكة، وضحايا السيول. وقتلى رابعة العدوية، وضحايا ثورات تونس وليبيا وسوريا والعراق. ومنذ بداية العدوان يحترق اليمن بأكمله ولم أجد مثقفاً عربياً غيَّر صورته الشخصية بالعلم اليمني، ولم ينشر أي عربي صور ضحايانا الذين قتلتهم صواريخ ابن سلمان وابن زايد.
نحن شعب عاطفي جداً.. حين نسمع عن أي مكروه في أية دولة عربية نهبُّ بسرعة للاتصال بأصدقائنا، وها نحن نحترق منذ 5 سنوات تحت صواريخ العدوان السعودي، دون أن ينتبه إلينا أحد!
كنا، رغم فقرنا، نأكل نصف الوجبة كي نرسل بنصفها إلى السودان والشيشان والبوسنة والهرسك، وإلى دول لم نسمع عنها، بعد أن يدغدغ عواطفنا خطباء المساجد- العاملين مع الجمعيات الخيرية بنسبة من التبرعات- وهم يتحدثون عن المجازر الجماعية في بورما وكوسوفو.. هل هناك مواطن في كوسوفو يعرف اسم اليمن؟!
نحن شعب يكتفي بنصف الرغيف حين يكون جارنا جائعاً، ونملأ صلواتنا بالأدعية لأجل غيرنا.
في صنعاء شوارع بأسماء عواصم عربية: شارع بغداد، شارع الجزائر، شارع الرياض، شارع تونس، شارع الرباط، شارع مقديشو، شارع القاهرة، شارع الكويت، شارع الخرطوم، شارع نواكشوط، شارع الشيخ زايد، شارع المنامة، شارع فلسطين، شارع بيروت، شارع الشارقة، شارع عمّان، شارع جامعة الدول العربية..
كم هي الدول العربية التي لديها شارع باسم اليمن؟
سنكتشف أننا فقط مازلنا نجسد الوحدة العربية حتى على مستوى أسماء شوارعنا!

أترك تعليقاً

التعليقات