اقتلوا أنفسكم!!
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد الكمالي / لا ميديا -

آلاف القتلى والجرحى، دمار كبير في الممتلكات العامة، نهب للممتلكات الخاصة، نزوح المواطنين، تهجير قسري للأسر، جرائم قتل وسجن بحسب الرأي والهوية، نشر خطاب الكراهية والتعصب، بث النعرات الطائفية والمناطقية، تخوين الناس وفرزهم وتصنيفهم وتخويفهم، استلام الأموال والسلاح من السعودية والإمارات، تبجح بالخيانة والارتزاق و"شكراً سلمان"، فتح جبهات، تغرير بالناس وحشدهم إلى كل جبهات القتال.
تسول من المنظمات والجمعيات، متاجرة بالمدينة ورفعها كقميص عثمان، بكاء في القنوات، مزايدة، غرور، افتراء، كذب، بطولات "فوتوشوب"، فتح مطاعم وبناء فلل، ورفع رايات الحصار، مدرعات المحتل تمر، شعارات وهشتاجات، إفلاس، تشهير...
انتشار القاعدة وداعش وسيطرتهم على أجزاء من المدينة، ملثمون ينتشرون بالأزقة، مشاهد قتل الأسرى والتنكيل بهم، ذبح، سحل، تنكيل، اغتيالات، رايات سود، ومدينة أشباح...
مراكز قوى جديدة من "حبة وربع"، صعاليك يحكمون، وناشطون يُعتقلون...
حروب بين الفرق والعناصر، انفلات أمني، حارات مقسمة إلى مربعات، مربعات تتقاسم النفوذ فيها ألوية وكتائب وأيديولوجيات...
سواحل محتلة محرم الوصول إليها، مخلفات سلطة يتصارع عليها حزبيون، مديريات تنتظر إيقاد فتن جديدة...
مجرمون بدون رادع، ذئاب مسعورة بدون قيود، اغتصاب أطفال ولا محاكمة، تكوين صورة ذهنية سلبية عن المحافظة...
 مبادرات تُرفض، انسحابات تعرض دون قبول، صفقات تجهضها الأوامر في آخر لحظة...
كل هذا يحدث في محافظة تعز الجريحة منذ خمسة أعوام من الحرب القذرة، والمتاجرة باسمها والارتزاق بذريعة تحريرها. وبعد خمسة أعوام من الحرب العبثية والفاشلة خدمة لبني سعود وعيال نهيان، ما زالت قيادة المرتزقة تزايد بالحصار والمعابر وتحمل الحوثيين المسؤولية، وفي الوقت نفسه تتهرب من مبادراتهم!!
كل هذا الدمار، وهم يعلمون أنهم يزايدون ويتاجرون منذ أول طلقة، ونحن ندعوهم إلى تجنيب المدينة الويلات والقتال وعار الارتزاق منذ أول لحظة، وإذا بهم يصفون كل من يقف أمامهم بالتحوث والخروج عن الملة ويتوعدون ويزجرون...!
كل هذا الوجع، ومحاولة تغييب تعز تحت إبط بن سلمان و(بن +)، الأنذال، المتصهينين، المطبعين... وجع أكثر وأكثر!!
كل هذه الكوميديا السوداء المحزنة، لفصائل العدوان في تعز، والتي تحاول التهرب من مسؤوليتها وتحميلها الغير، والاستمرار في الانقسامات المتسلسلة للارتزاق... خزي وعار أكبر!!
فيا قيادة مرتزقة تعز، دون تشفٍّ أو تجريح، ودون مزايدة أو تهكم، وبكل عتب ومرارة، إذا أردتم أن تعتذروا لتعز عما جنيتم عليها، وتعيدوا الاعتبار لذواتكم وكرامتكم، فـ"اقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عـند بارئكــم".
أو لا تقتلوا أنفسكم، فقط امتلكوا الشجاعة الكافية واستجيبوا للمبادرات والحوار، ودعونا نبدأ بتطبيع الحياة، ومعالجة الكم الرهيب من الخراب الذي أحدثته الحرب في كل الجوانب، وذلك خير.

أترك تعليقاً

التعليقات

الطير
  • الثلاثاء , 1 ديـسـمـبـر , 2020 الساعة 9:09:28 AM

كلام في الصميم.