عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -

لم أعد أحبذ الكتابة عن الاحداث، أصبحت الكتابة عنها تصيبني بالسماجة، لأن كل الذي تعلمته خلال مسيرة الكتابة عن وعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني لا يمكن أن يجعلني طريح التفكير السطحي والقراءات القسرية التي يتعمد عدونا إيهامنا بها. باختصار شديد، الرحلة من اللاوعى إلى الوعي هي أجمل وألذ هروب من جحيم الجهل إلى فردوس المعرفة.
بالوعي والقيم والمشروع تصبح التفسيرات البسيطة للأشياء المعقدة هي الأقرب للحقيقة، وإذا أردنا معرفة حقيقة ما حدث مؤخرا من قصف لمنشأتي بقيق وخريص النفطيتين، وما هي النتائج المترتبة عليه، وكيفية استغلاله، فإن الحديث اليوم هو "أوقفوا العدوان والحصار على اليمن، تتوقف اليمن عن قصف نفطكم ومطاراتكم".
لتحقيق هذا الهدف الآن، فالآن هو اللحظة المناسبة لاختراق الحصار المفروض على اليمن، فنظام العدو السعودي يمر بحالة من الهشاشة والتوتر والارتباك والهزيمة، وليس أمامه إلا أحد طريقين للإفلات من ورطته، إما أن يفسح المجال وهو ذليلا وخانعا ولو مؤقتا أمام الجهود السياسية لإيقاف الحرب، وهذا يمنحه بعض الوقت لدراسة أوضاعه التكتيكية، وإما أن تأخذه العزة بالإثم ويمعن أكثر في سياسات القتل والحصار والتجويع لليمن بكل مستوياته، وهذا يعجل بسقوطه سقوطا مدويا. طبعا هذا لن يحدث إلا في حال أقدم أحد على خرق الحصار.
بعد خمسة أعوام من الحصار والعدوان على اليمن، فإن المشهد العسكري اليوم ليس ثابتا بكل معطياته، شأنه في ذلك شأن كل شيء في الكون، يتحرك ويؤثر في غيره ويتأثر به سلبا وإيجابا، ويتغير ويغير، وبالتالي يجب التعامل مع الواقع العسكري اليمني بمتغيراته التصاعدية كلها.
موازين القوة تتأرجح دائما، واليوم أصبحت هذه الموازين أقرب للشعب الحالم بالتغيير والمتمسك بوعي وقيم ومشروع الكرامة. والشروخ بدأت تظهر في جدار كل دول تحالف العدوان. لكن الجدار هذا لن يسقط تلقائيا، يحتاج إلى من يستمر في ضربه بالمطرقة ومن يستمر في الإمساك بالإزميل ويضعه في تلك الشروخ حتى يتم إسقاط هذا الجدار كليا. 
الخلاصة اليوم هي أن الله أكبر من كل شيء، وأن أمريكا تموت إذا ما تم قصف النفط السعودي، و"إسرائيل" تموت إذا ما استمر تعرية الضعف السعودي. أمريكا وعدت السعودية بالحماية، والله وعد اليمنيين بالنصر، وصدق الله وكذبت أمريكا، واللعنة حلت بتحالف اليهود السعودي.

أترك تعليقاً

التعليقات