بغاة الأرض وبغاثها
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

علمتمونا أن: الجنة تحت أقدام الأمهات، فقتلتم أمهاتنا!
وعلمتمونا: إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها، وأنتم تقتلعون أرواح الأطفال من جذورها وتملؤون الشوارع بأشلائهم، ولا تزرعون سوى الصواريخ في أرواحنا!
علمتمونا: إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك، فاشتريتم أحدث الأسلحة التي تتعاهدون بها جيرانكم، دون أن تتذكروا معنى سابع جار!!
هكذا هي مملكة الشر، منذ عقود وهي تغذي عقولنا بكل الأفكار الوهابية المتطرفة، وبكل فتاوى ابن باز وابن عثيمين، وسلسلة كتب «العائدون إلى الله»... وحين رأت تمردنا عليها وعلى وهابيتها ووصايتها وسفيرها قامت قيامتها فأشعلت اليمن من أقصاه إلى أقصاه.
ومنذ عقود أيضاً وهي تغذي مشائخ اليمن وبعض قادة أحزابها وجماعاتها الإسلاموية بالمال، وتشتري ولاءاتهم كذُخر إلى أن يأتي اليوم الذي ستناديهم ويلبُّون نداءها، ولو على حساب وطنهم.
جاء هذا اليوم، وغربلت السعودية كشوفات اللجنة الخاصة بعملائها في اليمن، فهبوا كأنهم جراد منتشر إلى عرَصات الرياض لاستمطار المال الحرام في سبيل تأييد هذا الكيان السعودي والوقوف إلى جانبه لشرعنة عدوانه على  اليمن.
مقابل حفنة من المال السعودي باعوا كل مبادئهم، وباعوا محبتهم لهذا اليمن الغالي، وباعوا كل شيء، كما فعل أبو رغال حين باع مفاتيح الكعبة بزق من الخمر.
ها هم الآن في فنادق الرياض، ينتظرون وجباتهم كأنهم سجناء، بل هم كذلك؛ لأنهم لم يعودوا يملكون من أمرهم شيئاً، ابتداءً بهادي وانتهاءً بأصغر مرتزق دون أن يعرفوا أنهم -حين ينتهي هذا العدوان- سيكونون كأصحاب الأعراف، لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، وسيخسرون اليمن، لأنهم باعوها وقبضوا ثمن خيانتهم، وتركلهم السعودية إلى حيث يجب أن يكونوا، فمن باع وطنه لا يستحق العودة إليه، ومن رضي بالفندق بديلاً عن وطنه فقد اختار لنفسه المكان الذي يليق به، فالمرء حيث يضع نفسه.
هذا اللهب المشتعل في اليمن منذ خمس سنوات، كيف تطمئن السعودية إلى انطفائه؟! ليتهم يعرفون المثل اليمني الذي يقول: «ما أمسى في جارك أصبح في دارك».
هي سنة كونية وناموس إلهي، ولا بد أن تصل أيدينا إلى الإمساك بقطب الرحى، وسنكون المتحكمين في كل ما يحدث، فما دمنا حتى الآن منتصرين على بغاة الأرض وبغاثها، فلن يضيرنا شيء، وقد دفعنا كل التضحيات لأجل أن لا ترى اليمن على ترابها أي وصاية.

أترك تعليقاً

التعليقات