انتحار النظام السعودي ومرتزقته
 

زين العابدين عثمان

زين العابدين عثمان / لا ميديا -

أكثر من أربع سنوات والنظام السعودي يحاول قدر الإمكان أن يحتوي محاور وجبهات القتال الملتهبة في حده الجنوبي (جيزان ونجران وعسير) والتي يصطدم فيها بأبطال الجيش واللجان الشعبية، حيث كرس كل طاقته العسكرية والمالية خلال الأعوام المنصرمة في تجييش واستقدام قوات عربية وأجنبية ومجاميع مرتزقة من جنسيات متعددة، إضافة إلى مرتزقة يمنيين استقطبهم بالمال ليمثلوا الشريحة الأكبر في هذا التجييش. وقد استطاع بشيكات البترودولار أن يحشد قوة قتالية قوامها عشرات الآلاف من المرتزقة، وجهزها بأفضل وسائل الحرب ووزعها في محاور القتال بالحد الجنوبي تحت إشراف مجموعة من الجنرالات الأمريكيين والبريطانيين الذين يعملون وبشكل مباشر كمستشارين للنظام السعودي لإدارة وتنظيم المعارك على الحدود.
لكن، وبعد أكثر من 4 سنوات من المعارك الضارية على الحدود، لا يمكن القول بأن هذه القوات طوال الفترات الماضية وإلى اليوم قد أحدثت فارقا استراتيجيا وميدانيا مهما في احتواء هجمات الجيش واللجان في محاور نجران وجيزان وعسير، فالأوضاع والمجريات الجيوستراتيجية وقواعد الاشتباك في هذه القطاعات تثبت حرفيا ألا شيء يصب في مصلحة النظام السعودي، بل إن هذه القوات "متعددة الجنسيات" التي نشرها على الحدود "انتحرت عسكريا" واصطدمت بالجيش واللجان الذين اقتادوهم لمعارك استنزافية مدمرة طويلة الأمد يتحكم في توقيتها ومساراتها المقاتل اليمني، الذي استطاع إلحاق الخسائر الجسيمة بصفوف المرتزقة بشريا وعسكريا، وبأرقام كارثية وصلت إلى مستوى تفوق قدرة النظام السعودي على تعويضها تحت أي ظرف.
بالتالي، هذا هو ما تسبب بفشل النظام السعودي على كل المستويات معنويا وعسكريا واستراتيجيا في السيطرة على أوضاع جبهات الحد الجنوبي أو حتى الدفاع عنها، لتكون خارج سيطرته وفوق مستوى طاقاته العسكرية وتصبح نيرانها الملتهبة تمثل تهديدا متصاعدا للعمق السعودي، حيث بدأ المقاتل اليمني يشق طريقه باتجاه مناطق ومدن استراتيجية بالغة الأهمية، كمدينة نجران ومدينة الربوعة بعسير والخوبة بجيزان التي صارت على عتبات إسقاطها عسكريا وجغرافيا في أي لحظة.
الإنجاز الاستراتيجي لقوات الجيش واللجان في جبهات الحدود، وتحديدا في عملية استنزاف مرتزقة السعودية وضرب خطوطهم الدفاعية، كان كبيرا بما يكفي ليحقق نقاطاً تحول فاصلة في موازين القوة والاشتباك على الأرض لصالح الجيش واللجان حيث أكسبتهم مزايا استراتيجية مهمة، منها: الأفضلية في إدارة المعارك وأبعادها التكتيكية والعلملياتية بما يتماهى مع قدراتهم وإمكاناتهم ويخدم استراتيجيتهم في الهجوم والاستنزاف، أيضا الإمساك بزمام المبادرة والتفوق والقدرة على وضع قواعد اشتباك جديدة تفتح المجال للمجاهدين بتوسيع رقعة السيطرة على المواقع والقرى السعودية القريبة من الحدود، والمبادرة للهجوم والتوغل نحو العمق السعودي بمسافات واسعة تصل إلى أهم المناطق الحيوية والاستراتيجية كمدينة نجران.
في الأخير: النظام السعودي، ومن واقع فشله في الدفاع عن حدود المملكة، أصبح يعاني من رعب وقلق شديد، لاسيما مع تزايد وتيرة الانتصارات والضغط المتصاعد الذي يسببه المقاتل اليمني، وهو ما دفعه، وبالأخص في مطلع هذا العام 2019، إلى الجنون والتخبط واتخاذ حزمة من الإجراءات غير المحسوبة أهمها:
1 ـ مواصلة الزج بجيشه ومرتزقته لشن هجمات جنونية نحو الأراضي اليمنية دون مسار تخطيطي أو تنظيمي كما هو الحال في صعدة وحجة، وإرغامهم على خوض معارك فوضوية خطرة ومدمرة لإنجاز بعض الاختراقات الطارئة.
2 ـ قيامه بسحب قواته من المرتزقة اليمنيين الذي يعتمد عليهم في الجبهات الداخلية، خصوصا في نهم ومأرب والجوف وتعز، ودفعهم للقتال في جبهات الحدود كمحاولة لتغطية شحة قواته التي استنزفها الجيش واللجان.
3 ـ إرغام جميع المرتزقة على القتال حتى الموت واستخدام سلاح الجو وقوات خاصة خلفية لتصفية كل من يتراجع أو يفر من القتال، إذ إن الوضع حاليا بجبهات الحدود يعكس أن المرتزقة أصبحوا بين خيارين كلاهما يقود للهلاك، فإما الموت في المعركة على أيدي الجيش واللجان أو الفرار والموت بفعل غارات الطائرات السعودية، وهذا وضع كارثي على كل المستويات.

ملتقى الكُتَّاب اليمنيين

أترك تعليقاً

التعليقات