فوارق ونتيجة
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

لسنا من دعاة التشفي، ولا يمكن أن نقبل استباحة الأرض اليمنية أو استهداف أي شخص فيها من قبل الخارج تحت أي مسمى أو توصيف، لكن ما نلحظه وما يمكن أن نقوله هو الواقع الذي نختلف فيه ويتأسس وفقا لمبدأ الوعي ومعيار الوطنية.
الفرق بين اليمني المقاوم وبين المرتهن للعدوان أن الأول يقاتل بشرف ينتصر أو يموت واقفاً كالطود، والثاني يقاتل بالأجر ويهان علنا كما حدث لهادي وحكومته أو يُقتل ممن اشتراه بالقصف كما حدث في أبين بالسحل كما حدث في عدن أو قصفهم وهم في الأسر كما حدث في ذمار. 
رصيد المقاوم الوطني من الفخر والشموخ لا سقف له، وعويل المرتزقة في كل الأرجاء.
المقاوم يبني علاقاته مع الآخرين وفقا لقواعد الاحترام المتبادل. والمرتزق يهان وفقا لقاعدة سوق النخاسة.
الفرق بين اليمني الأصيل واليمني المرتزق أن الأول منذ أول استشهاد يمني بطائرات بني سعود وعيال نهيان اعتبره عدواناً همجياً ويجب مقاتلته حتى النصر مهما كان الثمن، فيما الآخر اعتبر القصف نعمة من الله وفرصة لإعادته للحكم، ثم يكتشف أنه ضحية وأن العدوان لم يأت لسواد عينيه وإنما لأجل يسود وجهه وتاريخه ومستقبله.
اليمني الأصيل إذا اكتشف أنه غرر به واتضحت له الرؤية يسارع للعودة إلى حضن الوطن والدفاع عن الأرض والعرض. أما اليمني الفاقد لنفسه وأخلاقه وقيم الرجولة لا يرى الحالة التي وصل إليها من الهوان والذل، ومازال يأمل من بني سعود وعيال نهيان خيراً له أو لبلده، وتأخذه العزة بالإثم فيهاجم القوى الوطنية ويحملها المسؤولية.
اليمني الشهم والغيور على وطنه يتقدم بمشروع متكامل للمصالحة الوطنية والحل السياسي. أما اليمني الذي باع نفسه وهويته يتحدث بلغة الانتقام والاجتثاث ويؤسس لواقع مبني على تقسيم الأرض وترويج للمناطقية والمذهبية.
وبعد خمس سنوات من العدوان والفوارق بين الوطني والمرتزق يقول الواقع وتنبئ المؤشرات بأن الأول يقترب من النصر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى وصناعة التاريخ العظيم وهو مرفوع الهامة ويحظى باحترام العالم عدوه قبل صديقه، بينما المرتزق يعاني من الاجتثاث ونفاد تاريخ صلاحية العمالة ويقترب من المزبلة.
اللهم لا شماتة!

أترك تعليقاً

التعليقات