جامع ريش الدجاج
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

بالصنعانية (اشتحط)، وفي المعجم الصعدي (اترجَّل) بتشديد الجيم وفتحها، ويقال في مدينة إب (اتحزوق)، وفي لسان أغلب المناطق اليمنية (قَعْ رجَّال).
كل هذه المفردات باختلافها تحمل معنى واحداً: تصرف كما تتصرف الرجال. ويستخدمها الناس عادة إذا رأوا فتى ذا طابع أنثوي، لا يمتلك من صفات الرجال شيئاً، وتصرفات هذا النوع الرخو من الذكور دائماً تجلب العار والخزي عليهم وعلى أقاربهم، ويُعاب الوالدان من الجميع إذا لم يحسنا تربية ولدهما.
في ميزان القبيلة اليمنية إن لم تكن رجلاً بمعنى الكلمة فأنت لا تساوي حتى "نانو جرام"، وستكمل حياتك منبوذاً مُهاناً من الصغير والكبير. لأكون واضحاً معكم أكثر خذوا على سبيل المثال: الأحمق "علي البخيتي"؛ حتى المرأة التي حملته في بطنها 9 أشهر أعلنت براءتها منه، لكن لا أدري لماذا تجري الأمور على العكس تماماً في الإمارات السبع. من الملحوظ أن سكان تلك المنطقة يمنحون الشأن والمنزلة في العادة لأنصاف الرجال، فترى ذوي الغنج والرخاوة يُحاطون بإجلال والاحترام. وما يثير العَجَب هو يقيني التام بوجود ألف مصطلح في لهجات الإمارات تفيد القصد ذاته، المذكور في مطلع المقال، لكنها كلمات مهجورة على الأغلب.
دعونا نتحدث عن المدعو "ضاحي خلفان"، ذلك الشرطي "العظيم" -عفواً- ذلك القائد "العظيم"، كدت أنسى أنه تولى قيادة شرطة دبي لعشرات السنين، هو الآن يشغل منصب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في الإمارة ذاتها، ولا وقت لدي لحصر الجوائز والنياشين التي نالها هذا المنحرف.
هل كنت تعلم عزيزي القارئ أن هواية نائب رئيس شرطة دبي هي مراسلة البنات؟
والله أنا لم أعلم إلا قبل أيام، عندما رأيت الصورة التي تداولها ناشطو التواصل الاجتماعي. الصورة تظهر مشاركة قديمة "لضاحي خلفان" في إحدى الصحف الدبوية السخيفة، وإلى جانب مراسلة الفتيات كان يهوى جمع ريش الدجاج! (يعني ما يكفيش بنات الناس يا ضاحي؟! ايش تشتي من دجاج الناس؟!).
الدكتور "أسامة فوزي" في حلقة على قناته باليوتيوب أكد هذا الموضوع، وفك العقدة في أحجية ريش الدجاج، يقول إن "ضاحي خلفان" كان يعمل -أعزكم الله- في فرقة المعلاية المختصة بالرقص، وهؤلاء يستخدمون ريش الدجاج في تطريز الملابس النسائية، ليتسنى للراقصات القيام (بهز) عرش الحياء، والحليم تكفيه الإشارة.
طبعاً، نحن نتحدث عن شخص قليل أدب ولا يخجل، ولذلك لا نستغرب منه نشر صورة الأستاذ محمد عبدالسلام خلال لقائه الإمام الخامنئي وإرفاقها بعبارة "يا له من ذُل لليمنيين". وهو معذور في هذا لأنه يمكث ساعات طويلة على الواتساب للدردشة مع الفتيات، ما أدى إلى إضعاف نظره. ولا شك أنه لم يستطع رؤية الجنبية التي يتحزمها محمد عبدالسلام. وإذا كنا مضطرين للحديث عن الاستطاعة والذُّل، فالوفد العسكري الإماراتي ذو اللباس المدني هو الأجدر بمقتنا، وقبل أيام لم يستطع وفدهم العسكري ارتداء زي العسكر عند ذهابه لإيران في مهمة يقال إنها عسكرية.
انتهى الكلام، وبقي أن أعترف: كذبت عليكم عندما قلت إني لا أدري لماذا تجري الأمور هناك على العكس؛ كنت أعرف السبب من بادئ الأمر، في موطن "ضاحي" كلهم عاجزون عن حمل صفات الرجال، حتى حاكم الإمارة يعجز أمام قرار زوجته إذا عزمت تركه والرحيل إلى أوروبا؛ فهل يعقل أن يقول أحدهم للآخر: "اشتحط" وهو مثله تماماً، وهل يجوز أن يعيشوا جميعاً منبوذين ومهانين من قبل أنفسهم؟! التأقلم أفضل على كل حال.

أترك تعليقاً

التعليقات