يعبثون بالوقت ويلعبون بالنار
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

بعد سيطرة المجلس الانتقالي على عدن وطرد ما يسمى بالشرعية لن نتوقف حول الجدل الإعلامي الذي صور ما حدث بأنه فعل إماراتي ضد سياسة سعودية؛ لأن إيماننا الكامل بأن ما حدث مسرحية متفق عليها وتقاسم تخطيطها السعودية والإمارات لتعزيز مشروع الانفصال واستقطاع جنوب الوطن بعد فشلهما في احتلال شماله، وتنفيذ المسرحية بشكل دراماتيكي سريع جاء بعد تزايد الضغوط على الدولتين في وقف العدوان، خصوصا بعد دخول الطائرات المسيرة والصواريخ طويلة المدى خط المواجهة وعملت على توازن عسكري، ومن ثم سيتطور إلى تفوق، وبالتالي لن تبقى الكروش فضلا عن العروش في الإمارات والسعودية.
ما يعنينا كيمنيين نقاوم الاحتلال ونعرف نواياه منذ أول غارة جوية شنت علينا في مارس/ آذار 2015م وما تلاها وحتى اللحظة، هو إلى أي حد أو مدى ستنجح قوى الاحتلال بشقيها الإماراتي السعودي في العبث بالوقت وإهدار الفرص في عدم استهداف الدولتين وتنفيذ الخيارات المؤلمة بحقهما والتي لن تستطيع بعدها تلك الدويلات التعافي بسهولة، هذا إن بقيت بالشكل والمضمون القائم؟!
ما حدث في عدن، وإن كان تأكيداً على أن العدوان جاء ليعبث بالأمن والاستقرار وتقسيم اليمن ونهب ثرواته بإيعاز أمريكي وسقوط قناع الشرعية المزعوم، فإنه أيضا لا يخرج عن سياق مواصلة التحدي الإماراتي للنصائح اليمانية التي قدمت لأبوظبي وطالبتها برفع يدها والتخلي عن دعم مرتزقتها وتصنيعها للقنابل المفخخة لإعاقة المستقبل كفرض الانفصال وانشاء مليشيات مناطقية، تعتقد أن ذلك سيحقق أهدافها، ولكن من خلف ستار، ويجنبها رد الجيش واللجان الشعبية في مدنها ومنشآتها الحيوية، وهذا لن يتأتى، بل ربما يضاعف من احتمال وقوع الرد المزلزل في مدن دول الاحتلال في القريب العاجل.
إن الشعب يعي أن ما يمر به الوطن من ويلات وعدوان غاشم سينتهي عاجلاً أو آجلاً، وسينتصر ويكون لذلك الانتصار العظيم انعكاسات وردات قوية في المنطقة. وقد بدأت ملامح ذلك واضحة. ولأن الجزاء من جنس العمل، سيكتب التاريخ من وقف إلى جانب اليمن ومن تفنن في قتل أبنائها أو وقف إلى جانب المعتدين لتحقيق مطامع أسياد المحتلين.
نعم، سيكتب التاريخ أن دولاً عربية تسارع في فرض الانفصال وتقسيم اليمن وأن دولا كإيران ترفع صوتها عاليا في رفض التقسيم وتعلن وقوفها إلى جانب شعب الإيمان والحكمة.
سيكتب التاريخ بأن السيد حسن نصر الله أعلن وقوفه واستعداده القتال إلى جانب اليمنيين الذين تعرضوا إلى ظلم يفوق ما تعرضت له فلسطين، غير آبه بما سيترتب على موقفه من أعباء وتكلفة.
في المقابل، سيكتب التاريخ بأن جيراننا تفننوا في إيذائنا وكانوا قفازات الصهاينة والأمريكان ونفذوا مخططات القتل وزرع الفتن وتقسيم الجغرافيا ونشر الأحقاد وتدمير الهوية.
نعم، سيدون التاريخ ما حدث ويحدث اليوم وسيكتب غدا كيف تم الرد وإعادة الحقوق وفقا لمقولة (لا تموت العرب الا متوافية) وانطلاقاً من الشرع الحق (واعتدوا عليهم مثلما اعتدوا عليكم).. وبحسب القانون الرباني (العين بالعين والسن بالسن... والجروح قصاص).
وإن غداً لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات