مناجـــاة لروح الشهيد
 

أحلام عبدالكافي

أيها الشهداء أيها الأوفياء.. يا من ارتقيتم بأرواحكم وسموتم بها إلى العلياء.. أيها الخالدون في عمق التاريخ، سلامٌ سلام.. سلامٌ من الله عليكم، وسلامٌ منا إليكم يا من رفضتم الذل والهوان، وصرختم في وجه الطغيان، أيها الصادقون في زمن الزيف، والباذلون في زمن الغدر، سلامٌ سلام.. تلك المعارك أنتم رجالها وأنتم أبطالها، فإن عدونا هو الأضعف وهو الأقبح، هم الجبناء وهم المعتدون.. هم حلف الشيطان وحلف الأمريكان وحلف أعداء الإسلام، هم العزاةُ المحتلون وهم القتلة والمجرمون.
لقد تجلى الشيطان الأكبر بحلفه الأرعن.. حكامٌ بثوبٍ وعقال تكشفت لنا خيانتهم ومدى عمق مخططهم ومدى تكالب أذيالهم من عبدة الدينار والدرهم، فلقد تلطخت أيديهم بدماء أهل الإيمان، تلطخت أيديهم بقتل الطفولة وقتل الإنسانية وقتل الوجود.. لكننا سننتصر، نعم سننتصر، فقوة الله وعدالة السماء تأبى إلا القصاص من القتلة والمجرمين.
الشهادة هي اصطفاء من الله لأحبائه الذين اشتاقوا له فقربهم إليه، فهي هبة الرحمن لعباده المخلصين، وهي وسامٌ يخلّد في جبين العطاء ليسمو إلى أعلى عليين ليكون في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.. يا لعظمة هذه الشهادة عندما يتحول الألم إلى قوة، وعندما يتحول الموت والقتل إلى حياة ورفعة، وعندما يتحول الحزن إلى عرس، وعندما يتحول الدمع إلى زغاريد، وعندما تتحول رائحة الدم إلى فلٍّ ورياحين، وعندما يتحول فراق الشهيد إلى اشتياق للشهادة، وعندما تتحول أم الشهيد إلى أسطورة التضحية.
نعم ها هي اليمن وحدها هي من حوّلت مظلوميتها إلى درب نجاة، وهي من استطاعت أن تغير عجلة التاريخ، وأن تقلب موازين منظومة الباطل إلى المعادلة المتزنة.. فاليمن هي من استطاعت بتلك الدماء أن تعيد الأمور إلى نصابها وإلى منبع أصالتها بعدما طغى عليها زمن الجبابرة وألبسوها ثوب الزيف الذي تستر خلفه كل ضيمٍ وكل جرم.
ها هو اليمني بكل وعيه وبكل قوته، بل بكل المقاييس يعلِّم العالم أصالة هذا الدين ومدى أصالة تعاليمه ومدى صلاحية نجاحه بكل ما دعا إليه رغم مؤامرة الأعداء لتشويهه، فها هو ذا يكشف حقيقة ذلك الزيف، ها هو بكل عنفوان يعيد لهذه الأمة عزتها حين دفع ذلك من دماء أبنائه ومن ثراه الطاهر، والذي استطاع بكل شموخ وعظمة أن يقهر أرباب الاستكبار، وأن يكسر أنوف الطغاة.

أترك تعليقاً

التعليقات