استقرار على الطريقة الأمريكية!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

العراقي العظيم أحمد مطر قال في إحدى قصائده قبل سنوات طويلة: "أيها الناس لا تسيئوا الظن بالوالي!".
ربما أخبره حدسه أنه سيأتي على الشعب السعودي زمان عجيب، يحكمهم فيه عجوز أبله وطفل طائش. ومن المحتمل أنه عرف، بطريقة ما، إن أولئك سيشنون عدواناً وحشياً على اليمن، وبعد أن تسحقهم سواعد اليمنيين سيجلبون مئات الجنود الأمريكيين إلى بلادهم للدفاع عنهم.
المشكلة اليوم أن بعض الناس أخذوا كلامه على محمل الجد، ولم يدركوا أن أحمد مطر شاعر ساخر اعتاد معالجة القضايا بنصوصه الشعرية اللاذعة. وعلى العكس منهم، هناك آخرون تفهموا القصيدة بشكل صحيح وأساؤوا الظن بالوالي الخبيث، فانطلقت موجات الغضب السعودي الرافضة لاستقدام الجنود الأمريكيين، وإن كان غضباً إلكترونياً اقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي.. إلا أنه ينبئ بصحوة شعبية في طريقها لإنهاء الخلافة السعودية.
هذا السخط الواسع من قبل الناشطين السعوديين يعبر عن حماقة المهفوف منقطعة النظير، فقد حاول استغباء عقول الناس بقوله إن الأمريكان أتوا للدفاع عن أمن واستقرار المنطقة. تخيلوا أن ذلك الكيان الدموي الذي أباد مدينتين في اليابان بقنابله النووية جاء لحماية أمننا واستقرارنا! أولئك المجرمون الذين قتلوا ملايين المدنيين في العراق وفيتنام تركوا منازلهم وقصدوا السعودية بغرض توفير الطمأنينة لشعوب المنطقة! أعتقد أن "ابن سلمان" عندما قال هذا كان مخموراً بشدة، ولم يدرك أنه سيشعل فتيل ثورة لن تنطفئ إلا باجتثاث عائلته الفاسدة بالكامل.
قلت قبل أيام في حديثي عن افتتاح المطار الإسرائيلي في السعودية إن الضرر لن يطالني. وبهذه المناسبة الأمريكية الجديدة أقول نفس الكلام؛ فالمقاتل اليمني الذي أضرم النار في أسطورة "الإبرامز" ربما يلتهم الجندي الأمريكي نيئاً، ولكن إلى الآن مازالت تلك القوات الأمريكية تقطن في قاعدة الأمير سلطان. وفي حال تحلت بالشجاعة وأرسلت جنوداً لمساندة الجيش السعودي في الميدان.. حينها سندرك أن حكمة الله أرادت للولايات المتحدة أن تذوق بعضاً من الآلام التي أدمنت إهداءها للشعوب. وكما أطلق "أوباما" تحالف الشر على اليمن من البيت الأبيض، سيتحتم على خلفه "ترامب" الاعتراف بالهزيمة من البيت ذاته. هذه باختصار كل القصة.

أترك تعليقاً

التعليقات