وهــــم القـــوة
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد عارف الكمالي / لا ميديا -

"سيطرنا على الأجواء اليمنية بعد ربع ساعة من انطلاق العملية، دمرنا أكثر من 80% من القدرات الصاروخية التي يمتلكها اليمن...".
هكذا دشن ناطق تحالف العدوان حربهم على بلادنا، بهذا الخطاب الاستعلائي المغرور والمتعجرف والمهدد والمتوعد والكاذب أيضاً، وبهذه الرؤية المتكبرة والمتغطرسة تحركوا قدماً في حربهم ضد شعبنا يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وعاماً بعد عام إلى يومنا هذا دون أي توقف، وبكل دم بارد استباحوا حرمات أرضنا ودمائنا، مرتكبين أبشع المجازر والمذابح بحق أبناء شعبنا، ففي المنازل والمدارس، والمستشفيات، والطرقات، والمدن السكنية، والقرى، والمساجد، والصالات، والأسواق، والاجتماعات الحكومية والوقفات القبلية والمسيرات الحراكية، كنا نقصف ونقتل باستمرار، دون أن يكترث لمصيرنا عالم أو تسمع أناتنا أمم!
ومن منطلق وهم القوة احتشد المرتزقة تيارات وأفراداً ومنظمات ودولاً... وجميعهم متلهفون للغنائم الحرب وضابطون ساعاتهم للدقائق الفتح، مخدرون بهيلمانة الثروة، ومسكرون بوهم القوة، يحركهم دافع الربح، ويخطف أبصارهم مشهد الانتصار الذي ظنوه -قطعاً- محسوماً!
ومن أجل الانتصار استثمرت السعودية ومرتزقتها النزعات المناطقية والطائفية والعرقية وكل أمراض وتعفنات الزمن!
وصفت الجمهورية -كذباً- خلف بلاط الملكية، والإسلام -زوراً- في شاليهات الماسونية، والعروبة -نفاقاً- بين أفخاذ الصهيونية... بل جندت كل شيء جذاب وجميل لكل شيء منفر وحقير!
والمرتزقة... فجأة، أسقط الريال المنطق من خطابهم، وأزاحت النار العقل من حساباتهم، وترجمت أفعالهم الدنيئة نزواتهم!
ولكن أمام وعي وصمود شعبنا الأصيل في عروبته وإسلامه، والجميل بقيمه وأخلاقه، والصابر والمواجه للشدائد والمصائب، والحكيمة قيادته والمؤمنين جنوده، ذهبت أوهامهم أدراج الرياح وتبخرت أحلامهم ونكست أعلامهم وخابت حساباتهم، وأفلس خطابهم، ورغمت أنوفهم بالتراب، ودفنت مجنزراتهم بالرمال والشعاب..!
بل حلق إصرارنا فوق مطاراتهم، وضرب بأسنا عواصمهم ومعسكراتهم، وأحرق صبرنا نفسياتهم!
وليست العظمة فقط، أنهم لم ينتصروا في حربهم طيلة 5 أعوام لم يوفروا بها شيئاً من مالهم وصلفهم وتوحشهم، وتماهي العالم معهم، ولكن العظمة بحد ذاتها أن نبدأ بعد كل هذا العدوان برسم معادلة جديدة للصراع ضمن استراتيجية موجعة للرد والردع، استراتيجية صادقة بالخطاب وفعالة بالميدان، وقادرة على تحقيق الأهداف، والأهم أنها جامعة لرغبات اليمنيين، ومشفية لغليلهم، ومقتصة لدمائهم الزكية، ومسمعة العالم الأصم مظلوميتهم وحربهم التي كان يراد لها أن تكون منسية!
فكم بتنا فخورين اليوم رغم كل الوجع بثورتنا وشعبنا وجيشنا وأخلاقنا وقيمنا التي رخصت في سبيلها كل التضحيات الغالية، ومن الصمود إلى الردع تعبد طريق الانتصار، ولله الحمد والشكر من قبل ومن بعد.

أترك تعليقاً

التعليقات