ترقية الرئيس
 

أحمد الحسني

أحمد الحسني / لا ميديا -

بغض النظر عن الاستحقاق من عدمه، منح مجلس النواب رتبة مشير للرئيس المشاط، هو مثل منح الرتبة نفسها بالأمس للرئيس هادي، ومن قبله للرئيس صالح، أمر لا معنى له ولا قيمة، ليس فقط لأن المجلس النيابي غير مختص بمنح الرتب العسكرية، ولكن أيضاً لأن رئيس الجمهورية، مدنياً كان أو عسكرياً، هو بحكم منصبه القائد الأعلى للقوات المسلحة. ورتبة فريق أو مشير لا تضيف له شيئاً ولا يحتاج إليها حتى في تسوية راتبه التقاعدي. رئيس الجمهورية هو صاحب المنصب رقم واحد سياسياً وعسكرياً ومدنياً، وبحسب القانون هو من يمنح الرتب والمناصب والدرجات العليا لمن دونه من أعضاء السلكين العسكري والمدني. 
ببساطة أكثر، لقد كان مهدي المشاط منذ يومين هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصبح المشير مهدي المشاط هو أيضاً رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. الفرق فقط هو أن الاسم زاد كلمة، لكن زيادة تلك الكلمة لم تزد حرفاً في صلاحياته الدستورية أو فلساً في مخصصاته المالية، مثلما لم يتبدل في هادي شيء باستبدال فريق بمشير، أو يتغير في صالح شيء بتغير تلك الكلمة من مقدم إلى عقيد ثم فريق ومشير، تماماً كما لم ينقص من إبراهيم الحمدي شيء باستبدال رتبة عقيد برتبة مقدم أو تسلب كلمة القاضي من الرئيس الإرياني صلاحياته الدستورية كرئيس للجمهورية، كما أن اكتفاء الرئيس الشهيد صالح الصماد باسمه دون مقدمات لم ينتقص من صلاحياته الدستورية أو يعيق تدفقه على القلوب بكل تقدير ومحبة. 
لا يحتاج الرئيس المشاط إلى رتبة عسكرية، فليس بعد الرئاسة ترقية عسكرية ولا مدنية، وإنما نحتاج منه ترقية أولئك البواسل في خنادق الشرف الذين يدافعون عن الأرض والعرض ويمرغون أنوف العدوان ومرتزقته، سواء من قضى منهم نحبه أو من أقعدته الجراح أو أثقلته القيود في الأسر ومن
 ينتظر مرابطاً ولم يبدل تبديلا.

أترك تعليقاً

التعليقات