القول الفصل في اتفاق ستوكهولم
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

لطالما ساد اللغط والتعريفات المختلفة والمتناقضة حول ما جاء في اتفاق ستوكهولم بشأن ميناء ومدينة الحديدة. وللأسف شارك المبعوث الأممي مارتن غريفيتث في استمرار الغبار وعدم الوضوح في ماهية وجوهر الاتفاق، رغم جولاته الكثيرة في كل العواصم، ولقاءاته بجميع الأطراف، حتى إنه تعمّد بكل مرافعاته وإحاطاته الشهرية المرفوعة لمجلس الأمن، أن تكون تعابير وجملاً إنشائية ومطاطية لا تعطي أي مفهوم واضح لما تم فيه الالتفاف على الاتفاق، ولا تفسر أي غموض حول البنود التي فسرت بأكثر من معنى، كما أنه لم يقل صراحة من الطرف المعرقل، وهذا الأسلوب فتح الباب على مصراعيه، خصوصاً في وسائل إعلام تحالف العدوان، لتعريف وتفسير الاتفاق حسب طموح قوى الاحتلال، وبما يتناسب وهوى مرتزقتهم في الداخل. غير أن مقابلة السيد عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، مع قناة "المسيرة"، قطعت حبال التلاعب الإعلامي وأماني المرتزقة، وأوضحت ما الذي يعنيه الاتفاق، سواءً في ما يتعلق بملف الميناء أو باستحقاق ملف الأسرى، وبأن دور الأمم المتحدة لا يتعدى دور الإشراف، وليس احتلال أو تسليم المدينة أو الميناء كما يروج أذيال العدوان، وبذلك أغلق باب الجدل حول هذا الموضوع، وبدأت ماكينة الإعلام المعادي عقب المقابلة بنشر أخبار حول تواطؤ الأمم المتحدة مع من سمتهم "الحوثيين".
مواصلة إعلام دول التحالف تعريف الاتفاق وتفسير بنوده بالشكل المغلوط، قد انتهى تأثيره بعد حوار السيد في قناة "المسيرة"، والذي كشف فيه أيضاً طموحات بريطانيا القديمة الجديدة في المنطقة، وبلادنا على وجه الخصوص، وأبلغ السعودية بما يتوجب عليها القيام به تجاه اليمن، مذكراً إياها بأن اليمن على مر تاريخه لم يكن السباق في الاعتداء عليها، بل كانت السعودية دائماً هي من تبدأ في الاعتداء والعدوان.
وفي المقابلة، التي تعد الأولى له، لم يهمل السيد الفصل في قضية الفساد وكيفية التعامل معه، بل أكد مجدداً أن محاسبة الفاسدين يجب أن تسري على الجميع، ولا مجال للتستُّر على أي شخص وفقاً لانتمائه، سواء كان من أنصار الله أو من المؤتمر أو من أي طرف كائناً من كان، وبذلك تم الفصل في توضيح عبارته التي أطلقها سابقاً حول علاج الفساد، واستخدم مصطلح "المضاد الحيوي".
نعم، إن ما يتعلق بموضوع الحديدة والتلاعب فيه لم يعد ممكناً. كما أن محاولة الإمارات المغامرة في الحديدة عسكرياً سيكون لها عواقبها المباشرة على الاقتصاد الإماراتي، وهي رسالة لا شك أن أبوظبي تعرف معناها جيداً.
عودة الحديث حول اتفاق ستوكهولم وموضوع الحديدة للواجهة السياسية والإعلامية مجدداً بالشكل غير المتفق عليه، تم إبطال مفعوله بظهور السيد وحديثه عن تفاصيل الاتفاق، فقد وضع النقاط على الحروف، وقيّم الوضع في اليمن والمنطقة خلال ساعتين فقط، لكنها مليئة بالرسائل والتوجيهات والمكاشفات والإيضاحات، وأزالت الغبار عن أية مسائل تتعلق بالوضع الداخلي أو الخارجي.

أترك تعليقاً

التعليقات