تعز في عيون التحالف
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد عارف / لا ميديا -

في تعز أهم مضايق العالم (باب المندب) وشريط ساحلي هو شيفرة المشروع الصهيوني بالعدوان على اليمن، ويستهدف أن يتم السيطرة عليه وفصله عن مناطق الكثافة السكانية وهندسة تغييرات في ديموغرافيا المنطقة يكون لها دور كبير في حالة نجاح مشروع الأقلمة والتقسيم كأمر واقع تفرضه الحرب!!
في تعز كثافة سكانية وبالأخص فئة الشباب لا بد أن يتم استهلاكها بالمعارك سواء في الحدود أو الساحل أو بالداخل!!
ومحافظة تعز منطقة وسط جغرافيا وذات تنوع في التركيبة السياسية والاجتماعية، لذلك لا بد من فصلها عن صنعاء وعن عدن أيضاً، وتقسيمها إلى مربعات متنافرة، يكون من السهل العبور فيها من مربع إلى آخر والتحكم فيها والسيطرة عليها.
ونسيجها الاجتماعي لا بد أن يفتت ويفرز بحسب الأسر والمناطق، وإعادة تشكيله من جديد بالقوة ليصبح مثل بيت العنكبوت واهناً قابلاً للتمزُّق، لكنه لا يقبل التعايش، عبر زرع خطاب كراهية بين أبناء المديريات المختلفة...!
والأحزاب السياسية المطبقة لكل هذه القذارات، لا بد أن يتم تقسيمها وتمكين طرف فيها على حساب الآخر، لتستمر حالة اللا استقرار واللا اسجام هي السائدة، ويتصارعون فقط على تقديم خدمات العمالة للمحتل الغازي.
والأهم أن محافظة تعز المعروف عنها أنها دينامو التحولات في المشهد السياسي والثقافي لليمن، لذلك يجب مواصلة العمل على تزييف وعي أبنائها من قبل النخب الخائنة، وتبديد طاقتها بخلافات عبثية، وصنع رموز جديدة ومشايخ ومراكز نفوذ جديدة، ومحاربة واستهداف الوطنيين وتشويههم، والسيطرة على الأغلبية الصامتة بالتخويف والتهديد والابتزاز...
ولكي لا تظل تعز بوصلة الهوية اليمنية الجامعة، على الأبواق من السياسيين والإعلاميين استمرار النفخ في النزعات العنصرية والتطرف الفكري والديني والمناطقي ليتم خلق هوية جديدة اسمها تعز المعقدة بديلة عن الهوية اليمنية الجامعة!!!
أي لا بد أن تنتصر أموال المحتل الغازي على حقائق التاريخ والجغرافيا وأولويات الولاء والانتماء الوطني في هذه المحافظة التي لطالما أرهقتنا مقاومة في مشوار رفض ومناهضة الوصاية الأجنبية على اليمن!
هكذا ينظر تحالف العدوان للمحافظة تعز، ووفق هذه الأجندة يذكي صراعات فصائلها ويديرها عن بعد.

أترك تعليقاً

التعليقات