الأحد الدامي
 

ياسمين الشقاقي

ياسمين الشقاقي / لا ميديا -

تتساقط صواريخ العدوان المتوحش على مدارس الأطفال في حي سكني في سعوان لتحرق الأطفال وتحيلهم إلى جثث متفحمه وأشلاء ممزقة وهم في صفوفهم يتلقون العلم ويبحثون عن المستقبل الزاهر بالخير والحب والسعادة والسلام لكل شعوب العالم.
صواريخ العدوان قتلتهم وقتلت أحلامهم، صواريخ لا ترحم طفلاً أو أمراه أو شيخاً فالكل هدف، فمن أجل النفط والمصالح الأمريكية - الإسرائيلية تهون كل الدماء.
لا أعتقد أن أحداً بإمكانه تقديم إجابات شافية تفسر الدوافع وراء جرائم العدوان الكوني، وراء المجازر البشعة التي استهدفت اليمن، ودمرت المنازل، وقتلت الأطفال في الأحياء السكنية ـ وجعلت أيامنا وليالينا موشحة بالسواد، والوحشية، وسفك الدماء، والدمار، والمزيد، من الويلات، ومعايشة واقع يتسم بالمرارة والقسوة ونحن طلاب سلم ننشد الحرية، والديمقراطية، والعدالة وتعايش جميع شعوب الأرض في سلام ورخاء وتقدم وازدهار.
 صنعاء حزينة في يومها الدامي تعيش دوامة الجزع والحزن خيم عليها الذهول، وارتسمت على تقاسيمها كل فصول المأساة، والدمع يملأ عينيها، وتعزف أنفاسها ودقات قلبها لحناً حزيناً، وتسرق أغاني الحزن ملامحها، وترتجف حين تعاودها الأحداث، والمجازر، والجرائم، وترى أطفالاً قطعتهم صواريخ العدوان وأيد وجماجم مبعثرة في الطرقات، وانغرست شظايا الصواريخ في أشلاء الأبرياء وفي ابتسام الأطفال، وفي كل صدور العذارى، وفي كل أحلام الضعفاء.
 تشتعل النار في حنايا القلب ألماً ووجعاً وحسرة. 4 سنوات وحمم صواريخ العدوان الغاشم على مدن وقرى يمننا الحبيب تدمر منازلنا، تقتل أطفالنا. قصف متواصل في كل مكان، وبكل وحشية وحقد؛ لكن صناع قرار العدوان لم يدركوا حتى اللحظة سبب هذا الشموخ وهذا الإباء الممتد من ألف الوريد إلى يائه. كل أصحاب مشاريع الغزو والعدوان ظنوا أن الأبواب ستكون مشرعة لأساطيلهم وطائراتهم ودباباتهم، وأن الجميع سوف يخر راكعاً خوفاً من النار القادم من «عاصفة حزمهم»! كانوا يحلمون بأن يُنثرَ الورد فوق رؤوس جنودهم، لكنهم صدموا وفوجئوا ببنادق الناس البسطاء وهم يُسقطون ويُحرقون أحدث ما أنتجته مصانعهم من طائرات ودبابات وأساطيل بحرية فوجئوا بالنساء وهن يحملن السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض فوجئوا بمقاومة لم تشر إليها تقاريرهم.
صنعاء مدينة العشق والطرب والصمود والإرادة، تجد الدموع مكاناً لها في عينيها، وتصرخ وتصرخ لتعالج أوجاعها، وندرك أن صرخاتها هي صرخات الرفض، لتولد فينا آلاف الصرخات التي ستدوي وتقطع جذور الصمت وتدفعنا باتجاه مسيرة الحق والانتصار.

أترك تعليقاً

التعليقات