انتصارات وهمية؟!
 

محمد عبده سفيان

مطلع اA271;سبوع الماضي، أعلنت قوات تحالف العدوان السعودي والمليشيات المرتزقة الموالية لهم، عن تحقيق انتصارات ساحقة في الشريط الساحلي الغربي بمحافظتي تعز ولحج، وأنها تمكنت من السيطرة على باب المندب ومديرية ذوباب التابعة لمحافظة تعز وجبال كهبوب الاستراتيجية في مديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج، بشكل (كااااامل)، في عملية عسكرية أطلقوا عليها (الرمح الذهبي). ولكن اتضح أن تلك الانتصارات ليس لها وجود على اA271;رض، وإنما في القنوات الفضائية والمواقع اA273;لكترونية والصحف الورقية ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لتحالف العدوان والموالين له.
المضحك في اA271;مر أن الناطق العسكري لتحالف العدوان السعودي أحمد عسيري، ظهر على القنوات الفضائية التابعة لتحالف العدوان، ليعلن عن تحقيق تلك الانتصارات الوهمية، وأن قوات ما يسمى (الجيش الوطني والمقاومة) تتقدم صوب مديرية المخا للسيطرة على الميناء بدعم من قوات التحالف. وما يدعو للسخرية أن العسيري أكد أن السيطرة على باب المندب ومديريتي ذوباب والمخا والميناء ستمنع تهريب السلاح الإيراني للحوثيين، ونسي هذا المسخ أنه سبق أن قال نفس هذا الكلام، وعبر نفس القنوات الفضائية، في 10 أكتوبر العام قبل الماضي 2015م، حينما أعلن عن سيطرة قوات تحالف العدوان ومرتزقتهم على باب المندب ومديرية ذوباب بالكامل، والتقدم نحو المخا ومنها إلى الحديدة.. ونسي أنه قال في مؤتمر صحفي له العام الماضي، رداً على سؤال حول إمكانية تهريب السلاح إلى الحوثيين من إيران (إن أجواء اليمن ومياهها الإقليمية وحدودها البرية تحت السيطرة الكاملة للتحالف، وأنه لا يستطيع كائن من كان أن يدخل إلى اA271;راضي اليمنية ومياهها الإقليمية)..
والمضحك أيضاً أن نفس المحللين (الملححين) السياسيين والعسكريين الذين ظهروا في القنوات الفضائية، في 10 أكتوبر 2015م، ليتحدثوا عن الانتصارات في المندب وذوباب، والتقدم صوب المخا.. ظهروا على نفس القنوات يوم السبت 7 يناير الجاري، ليتحدثوا مرة أخرى عن انتصارات في كهبوب وباب المندب وذوباب، والتقدم نحو المخا، وفي مقدمة أولئك الكويتي المدعو فهد الشليمي والسعودي المدعو إبراهيم آل مرعي واليمني المدعو محسن خصروف الذي قال إن معركة باب المندب وكهبوب وذوباب تم الإعداد والتخطيط لها بحرفية ودقة عسكرية كبيرة، وأن عملية (الرمح الذهبي) تستهدف تحرير محافظة تعز بالكامل (يقصد احتلالها بالكامل من قبل المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة).. وقال إنه تم تحديد نقطة الالتقاء لما يسميها (قوات الشرعية) وقوات التحالف القادمة من المحور الغربي والقادمة من المحورين الجنوبي والشرقي لمحافظة تعز، في مثلث مفرق (المخا- تعز- الحديدة)، ومنه سيتم الانطلاق نحو محافظة الحديدة التي ستكون نقطة التقاء مع قوات (الشرعية) وتحالف العدوان السعودي القادمة من ميدي وحرض، ومنها الانطلاق نحو العاصمة صنعاء التي ستلتقي فيها القوات القادمة من الحديدة وحجة وصعدة والجوف ومأرب، ومنها ستنطلق عملية (التحرير) لبقية المحافظات.
ما يدعو للسخرية أن العسيري وخصروف والشليمي ومرعي وغيرهم، وعلى مدى عام و10 أشهر يتحدثون عن انتصارات ساحقة، وعن عمليات تحرير متوالية لمحافظات تعز ومأرب والجوف وشبوة والبيضاء وحجة وصعدة ومديرية نهم بمحافظة صنعاء، في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، بينما في الواقع لا يوجد شيء من ذلك.
عام و10 أشهر وهم يرددون (قادمون يا صنعاء)، ويعلنون عبر الوسائل الإعلامية أنهم سيطروا على مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وأنهم يحققون انتصارات كاسحة، وأصبحوا على مشارف العاصمة صنعاء، ولكنهم في الواقع يتقدمون خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف، رغم التعزيزات العسكرية الضخمة التي حشدوها لما سموها (معركة تحرير العاصمة صنعاء)، والإسناد الجوي المكثف من قبل طيران العدوان، إلا أنهم لم يستطيعوا تجاوز (نقيل بن غيلان)، والانتصار الوحيد الذي حققوه طوال هذه الفترة هو أسر (حمار) قال مراسل قناة (سهيل) إنه كان في صفوف العفاشيين والحوثيين، وتمت برمجته ليصبح إلى جانب قوات (الشرعية) التي أصبحت حول العاصمة صنعاء وعلى بعد أقل من 25 كيلومتراً من مينائها - بحسب أحد (الملححين) السعوديين في إحدى القنوات الفضائية الخليجية!

أترك تعليقاً

التعليقات