العداء العربي الصهيوني
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا -

صراع العرب والصهاينة ليس متعلقا بقضية الاحتلال الإسرائيلي، بل له منطلقات متعددة، نجملها فيما يلي:
أولاً: المنطلق الديني: وهو منطلق مهم يرجع إليه العرب باعتبار غالبيتهم العظمى مسلمين بنسبة تزيد على 90%.
وهذا المنطلق الديني هو نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، واللذين يمتلئان بالتحذير من اليهود، ورفض أعمالهم، والانتباه لمكرهم، ورفض توليهم، وكيف أنهم كانوا أعداء للأنبياء والمصلحين، ويسعون في الأرض فساداً، وتمتلئ قلوبهم حسداً وحقداً على غيرهم، ويظنون أنهم أبناء الله وأحباؤه.
والآيات والأحاديث النبوية في هذا المجال كثيرة جدا ومتعددة، حتى أن بعض أنبياء بني إسرائيل كرهوهم وسبوهم ولعنوهم بسبب تمردهم وفجورهم وكثرة أذيتهم ومكائدهم، كما حكى الله عز وجل في القرآن الكريم بقوله: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داؤود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون).
ومن أوضح الآيات القرآنية الكريمة في التحذير من تولي اليهود والنصارى، قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين، فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده، فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين).
وبين الله عز وجل أن قلوب اليهود ممتلئة حقداً وغلاً وحسداً، وخاصة على العرب بسبب أن النبي الجديد أمسى منهم، وليس من بني إسرائيل، وكذلك بعض الأعراب المشركين، فقال سبحانه وتعالى: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم، والله يختص برحمته من يشاء).
وعشرات الآيات الأخرى كذلك في بيان خطر هؤلاء القوم والحذر الشديد منهم.
ثانياً: المنطلق القومي: وهو منطلق تاريخي مهم، حيث إن اليهود لا يخفون عداوتهم للعرب، واحتقارهم لهم من قديم التاريخ، وهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، وليس عليهم في الأميين سبيل.
وهذا الأمر صار واضحاً في أسلوب تعامل اليهود الصهاينة مع العرب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وكذلك في المناطق المحتلة في أرض الجولان السورية، وفي مناطق سيناء المصرية أيام الاحتلال الإسرائيلي قبل الانسحاب.
ثالثاً: منطلق الاحتلال العسكري لفلسطين: وهذا منطلق إضافي يغضب ويزعج كل العرب والمسلمين، بل كثيراً من الأحرار في العالم، حيث إنه احتلال ظالم وآثم أعطته الدولة الاستعمارية بريطانيا لجماعة عنصرية منبوذة في أرض عربية تاريخية معروفة، مما سبب الكثير من الاحتقان في المنطقة وما يزال.
وهذا الاحتلال أدى لعدة حروب عسكرية بين العرب ودولة إسرائيل الصهيونية، في سنوات 1948، و67، و73، و 82 في لبنان، وكذلك في 2006، واليوم بالمواجهات والاعتداءات المتكررة على سوريا في 2018.
هذه المنطلقات الثلاثة: الديني والقومي والعسكري، تجعل العداء لدى العرب تجاه الكيان الصهيوني عداء متأصلاً لا يمكن محوه بسهولة، سواء بالدعوات التطبيعية أو محاولة توجيه العداء باتجاه دول إسلامية أخرى مثل إيران أو تركيا أو سوريا أو قطر أو اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات