السرطان السعودي
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا  -

تتعامل السعودية مع اليمن كأنها زائدة دودية يجب استئصالها.. وهي تعلم علم اليقين أنها ليست سوى سرطان مغروس في وسط الجزيرة العربية، وأنها دولة طارئة لا يزيد عمرها عن عُمر سلحفاة، لكن المال جعلها تمدُّ عنقها، في جهل واضح أن هذه العنق ستنكسر حين ينفد المال ولا تجد ما تتكئ عليه.. بينما اليمن- سواء بفقرها أو بغناها- تبقى اليمن. وليست اليمن بحاجة إلى مكياج، لأنها ليست قبيحة..
قد يكون اليمن بلداً فقيراً، لكنه ليس للبيع.. ومتسامحاً جداً، لكنه ليس ضعيفاً.. أرق قلوباً وألين أفئدة، لكنهم أولو قوة وأولو بأس شديد، حين يتطلب الأمر ذلك..
قد لا تكون اليمن لامعة، لكنها ليست مزيفة.. وحين نهضت اليمن وردت على العدوان، لم تكن محتاجة إلى شراء المرتزقة والعبيد، لأنها غنية برجالها وبنقاء معدنها.. لأنها ترى في هذا الفعل نقيصة لا يمكن أن تجترحها.. لأنها اليمن.. ولأنه شعب اليمن الذي لا ينوب عنه سواه..
كان بإمكان العرب والمسلمين أن يعيشوا بأمان لولا ظهور بني سعود على الخارطة العربية كسرطان.. وكان بإمكانهم أن يعبدوا الله كما يعرفونه لو لم يظهر المذهب الوهابي، الذي يكفِّر ويقتل ويذبح ويبثُّ الكراهية والإرهاب بين الناس، حتى لكأنه مذهبٌ لا ينتمي إليه إلا كلّ حاقد وكاره للآخر..
(والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون).
قصفونا بحقد أعمى، وبطائرات حاقدة تحمل شعار (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)..
ما فعله ويفعله بنو سعود في اليمن من أعمال إجرامية، لا تفسير له سوى الحقد فقط، يتلذذون بمناظر جثث الأطفال المتفحمة، بينما أطفالهم في أحضان الشغالات اللواتي يقرأن القصص لهؤلاء الأطفال قبل النوم، وينسين أن يقرأن لهم قصص الأطفال في اليمن.
أي عقل يقبل التصديق بما يسوِّقه هؤلاء الحاقدون من أن ما يفعلونه هو لأجل أمن واستقرار اليمن؟
ضربوا مواقعنا العسكرية وقصفوا أسلحتنا لإضعافنا عسكرياً، وقصفوا مصانعنا كي يدمروا اقتصادنا، وضربوا المتاحف والملاعب والجسور لتدمير البنية التحتية، بنيَّة مبيَّتة منذ زمن.. يا له من مخطط قذر يعكس نوايا بني سعود وحقدهم تجاه اليمن.. اليمن المتن، لمعرفتهم أنهم ليسوا سوى هامش في هذا المتن.

أترك تعليقاً

التعليقات