مستنقع بخيار أممي
 

أحلام عبدالكافي

أحلام عبدالكافي / لا ميديا

غادر غريفيث ولم يكشف عن نتائج زيارته لصنعاء والحديدة، وإن كانت معالم تلك النتائج قد بدت بتصريحات على استحياء مميعة للحقيقة أقرب للانحياز لطرف العدوان، وخصوصا بعد مقتل عضو فريق نزع الألغام وسط تجاهل مجحف وصمت مطبق من قبل الأمم المتحدة ورئيس لجنة المراقبين حيال هذا الانتهاك الخطير، فلم نلمس منهم أي بيان إدانة عبر وسائل الإعلام، ولم يهمسوا ببنت شفة حيال اختراقات كانت ماثلة أمامهم، كما يكتنف الموضوع الغموض حيال ما يدور خلف الكواليس في إحاطة غريفيث لمجلس الأمن في الجلسة المغلقة..  أهو مستنقع بخيار أممي حين أفرغت الأمم المتحدة من توجهاتها الإنسانية المناطة بها للذهاب بعيدا للانحسار والانحياز لجانب دول العدوان، وخصوصا أن غريفيث غادر وسط تلويح بريطانيا وتعنت قرقاش الإمارات بضرورة إخراج من سموهم الحوثيين من مدينة الحديدة والذي يعد إعلاناً واضحاً بنية التصعيد في المرحلة المقبلة ميدانيا وجويا؟!
أم أننا مضطرون أن نتعامل مع الأمم المتحدة كمنظمة عالمية، كون الخيارات المفروضة قليلة، أي السعي في إطار الممكن والتمسك بقشة الأمم المتحدة رغم أنها لم يعد لها دور اعتباري، بالتوازي مع دعم خيار الشعب اليمني الماضي عسكريا برفد الجبهات بالتوازي مع الجانب السياسي؟!
لم تحقق الأمم المتحدة حتى الآن أي نجاح يحسب لصالح الملف الإنساني في الحديدة، رغم اهتمامها الكبير بهذا الملف على طاولة ستوكهولم حين تجاهلت باقي الملفات الإنسانية وباقي البدائل الإنسانية في حال أنها كانت تحمل نوايا حقيقية لإحلال السلام، كالملف الاقتصادي وفتح مطار صنعاء ووقف قصف طيران العدوان، التي لم يتم تحريكها.
هناك تمرد إماراتي سعودي حيال تنفيذ اتفاق ستوكهولم، يقابله خنوع أممي حين لم تستثمر كل الفرص التي تقف بجانب قرار (2451-2452) فيما يخص الحديدة وإحلال التهدئة فيها، بمباركة دولية، أم أن الأمر مسرحية يقف من خلف ستارها اللاعبون الحقيقيون أمريكا وبريطانيا، الذين باتت سيطرتهم قضاءً مفروضا على كل قضايا وملفات مجلس الأمن؟!

أترك تعليقاً

التعليقات