فنزويلا والنفاق الغربي
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا
أعلن رئيس مجلس النواب الفنزويلي يوم الأربعاء الماضي خلع الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، وتنصيب نفسه رئيسا لدولة فنزويلا.
رئيس مجلس النواب موالٍ للولايات المتحدة الأميركية التي لم تلبث أن اعترفت به رئيساً شرعياً لفنزويلا في اليوم التالي لإعلانه، ووعدت بدعمه. وحجته في خلع الرئيس هي أن الانتخابات التي انتهت قبل أسابيع قليلة غير شرعية وشابها التزوير، رغم فوز الرئيس مادورو فيها بنسبة 70% وبفارق كبير عن منافسه من المعارضة.
وشارك الولايات المتحدة في اعترافها السريع برئيس مجلس النواب رئيساً لفنزويلا، الكثير من دول القارتين الأميركيتين، مثل كندا والبرازيل والأرجنتين وتشيلي والبيرو، وكذلك الاتحاد الأوروبي وخاصة دوله الكبيرة بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
بينما عارض المشروع الأميركي في فنزويلا، وأعلن دعمه للرئيس الفنزويلي المنتخب مادورو، العديد من الدول المعارضة للتوجهات الأميركية، وعلى رأسها روسيا والصين وإيران وتركيا وكوبا وسوريا وغيرها من الدول.
بعض المحللين يعيدون أساس المشكلة للعداء الأميركي للحكم اليساري في فنزويلا منذ سنوات طويلة، ومن أيام الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز، الذي كانت له مواقف قوية في رفض السياسات الأميركية في أميركا الجنوبية، والتحالف مع نظام الرئيس كاسترو في كوبا، ودعم القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط، ودعم القضايا العربية بشكل عام، والعلاقات الإيجابية مع إيران وروسيا، وهو ما سار عليه خلفه الرئيس مادورو، والذي نجح في ثاني انتخابات له في السلطة في الشهر الماضي ولفترة ولاية خمس سنوات لم تتحملها أميركا وعملاؤها داخل الدولة الفنزويلية، ومنهم رئيس مجلس النواب.
وتكمن أهمية فنزويلا في أنها أكثر الدول في قارة أميركا الجنوبية إنتاجاً للنفط، وهي عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ولديها احتياطي نفطي كبير جداً، تتصدر به دول العالم في الاحتياطي المؤكد للنفط غير المستخرج، وهذا كله يجعل لها أهمية استراتيجية كبيرة.
وقد حاولت الولايات المتحدة الأميركية عبر سنوات أن تضعف النظام الحاكم في فنزويلا، وتشغله بالمشاكل الداخلية، وبالحصار الاقتصادي، والمظاهرات والشغب من قبل المعارضة الموالية للولايات المتحدة، والمؤامرة على العملة الفنزويلية التي انهار سعر صرفها بشكل كبير في السنتين الأخيرتين.
وكان آخر مؤامرات النظام الأميركي ضد فنزويلا محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي مادورو في أحد الاحتفالات العسكرية للدولة في عاصمتها كاراكاس، قبل حوالي شهرين، وذلك عن طريق طائرة مسيرة بدون طيار حاولت قصف المنصة التي كان فيها أثناء الحفل، الذي غطته القنوات التلفزيونية، ونشرت وكالات الأنباء في حينها صور محاولة الاغتيال.
هذه المؤامرة الأميركية على فنزويلا هي جزء من سلسلة التدخلات الأميركية السافلة في كثير من دول العالم، ومحاولة السيطرة والتحكم في السياسات الداخلية للأنظمة المعارضة لسياسات واشنطن وحلفائها.
ويذهب أحد المحللين (وهو الإعلامي الفلسطيني البارز عبدالباري عطوان) إلى أن هذه الحركة الأميركية ضد فنزويلا هي بروفة تجريبية لحركة مماثلة يعتزم النظام الأميركي القيام بها ضد إيران في فترة قريبة، لتكون مبرراً للتدخل في المنطقة وتفجير حالة الحرب في منطقة الشرق الأوسط لخدمة دولة الكيان الصهيوني المحتلة للأراضي الفلسطينية.

أترك تعليقاً

التعليقات