آفاق الحل السياسي
 

أحلام عبدالكافي

أحلام عبدالكافي

تأتي مشاورات السويد في ظل ظروف دولية غارقة في الكثير من الإشكاليات العميقة، كما نجد أن قيم المجتمع الدولي اليوم وأخلاقياته في حرج حيال استمرار العدوان على اليمن وانعكاسات تداعياته اللاإنسانية، لتصبح طوقاً يحاسب عالماً يدعي حماية حقوق الإنسان.
وبعيداً عن اشتراطات وفد الرياض المتكررة وغير المجدية في طريق إحلال السلام، والمتعلقة بالمرجعيات الثلاث، وتتمثل في مخرجات الحوار الوطني الذي لو كان ناجحاً لما أعقبته حرب كارثية على اليمن، والمبادرة الخليجية التي وضعت اليمن تحت الوصاية السعودية، ووجدت أن الحل هو في تقسيم اليمن عبر مشروع الأقلمة، وتطبيق ما سمي قرار 2216 الذي قضى بالحرب الكارثية على اليمن، بعيداً عن كل ذلك نستطيع القول إنه من الممكن أن يصل المتفاوضون إلى سلطة انتقالية بديلة، وإن كان لا بد من إدراك حقيقة أن أي حوار ليس بين أطراف الصراع المعنيين هو حوار غير مجدٍ، لذلك لا بد من فتح مسار خارجي للتفاوض مع دول العدوان، وعلى رأسها السعودية والإمارات.
بدأت مشاورات السويد بمشاركة وفد الرياض الذي من خلفه غرفة عمليات العدوان، فهو لم يأتِ من اليمن، لذلك هو سيمثل الرياض، وهناك من جاء من الإمارات، إذن سيمثل الإمارات، ومن جاء من اليمن، وهو وفدنا الوطني، لاشك أنه من سيمثل الشعب اليمني. لا بد أن ندرك أن حكومة الفنادق من مصلحتها استمرار الحرب، أما نحن فأول من دعينا للسلام.
مشاورات بدأت بالتمهيد لمفاوضات قادمة لإرساء الحل السياسي والعسكري في اليمن والتمهيد لخارطة طريق حين جعلت الملف الإنساني حاضراً في طاولة النقاش، وعلى رأسها ملف تبادل الأسرى ورفع الحصار، وأولها فتح مطار صنعاء، وإعادة النظر في الورقة الاقتصادية، وتحييد ميناء الحديدة عن الصراع، وخصوصاً أن إجراءات بناء الثقة كانت حاضرة مسبقاً.
ففي ظل وقائع مشاورات السويد نستذكر خط سير الملف اليمني في ظل العدوان، ابتداءً من جنيف 1 2 ومفاوضات الكويت التي تم فيها احتجاز وفدنا الوطني في عُمان لمدة شهرين، وما أعقبها من إعلان قنبلة تصعيد الحرب الاقتصادية على اليمن، وهي نقل البنك المركزي، مروراً بعرقلة مشاورات سبتمبر الفائت. 
نتمنى نجاح القليل المتروك لنا فيه مساحة في سبيل نجاح الكثير من آمال شعبنا، كما هو الشكر لدور الكويت في تسهيل انتقال وفدنا الوطني الى السويد بمعية السفير الكويتي. 
فهل سيتكرر الموقف الإيجابي بظهور دور قطري دافع للسلام في اليمن، وخصوصاً أن هناك سفراء دول أوروبية أبدت مساعيها بتحريك الملف الدبلوماسي مجدداً لمتابعة القضية اليمنية؟

أترك تعليقاً

التعليقات