نور المصطفى
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا

من أول النبض حتى قاصيات غدِ
من خافق الحرف حتى غاية الأمدِ 
هذا هو المصطفى في ذكر مولده 
نور أضاء بنور الخالق الصمدِ 
يحكيه حب على وجدانه شفةٌ 
داوى صداها قريح القلب والكبدِ 
نرتاده منهجاً للحق منذ أتى 
ما حاد عنه فكاكاً واثق الأُجدِ 
قد كنت فيما يُلَذُّ الوهمُ منتعلاً 
زهو اقتدارٍ على الأهوال والصلد 
حتى تهادت لإدراكي معالمه 
فعدت من غي أوهامي إلى رُشدِ 
غسلت كفي من الدنيا التي عبقت 
بروعة الحُلمِ رجوى الواحد الأحد 
كفكفت لهوي يقيناً أن نشوته 
فراغ آتٍ وتقويم بلا تلدِ
يا رب فاضت إساءاتي على ندمي
والروح تبدو من الأهواء في كمدِ 
ورغم ما كان مني ها أنا ثقةً 
 أسعى، إلى كفك العالي رفعت يدي 
يا رب وحدك من يدري بضائقتي 
ووحدك الحل يا غوثي ومنتجدي 
يا خالق الخلق والتكوين من عدم
يا منتهى العدل يا مأمول معتمدِ
فارحم وجدُ لي بخير ليس يتبعه 
مني شعور طوال العمر بالنكدِ
الله نور السما والأرض نقرؤها 
ما تاه قلب خلا من كثرة العدد 
له أطأطئ رأسي خاضعا رهبا 
ومسرع السعي ذلاً ظاهر الأفد 
مهما يلُحْ من لدود صولة وأذى 
أو هدهد النبل كيداً مكر مرتصد 
كن غير نارك تظفر بالعلى شرفاً 
وامدد يد الحلم تطفئ جمرة الحسدِ 
فوضت أمري إلى من عز آمله 
وفاز بالنصر والتوفيق والسددِ 
فوضت أمري إلى الله البصير بنا 
وقلت: عبدك بين الصعب والعقد 
مستذكراً أثراً عنه ومعتبراً 
وقابضاً قبساً من نوره الأبدي 
منفاه ضيم نفوس بالأذى اتصفت 
وتقتليه اختتالاً فيك يا سندي
في الغار يستأنس الإطراق مختلياً 
ومدركاً ملكوت المعجز الفرد 
كأنني به ناجى الله في أمم 
ظلت وتاهت بذنب الفخر والوأدِ
غيري على الليل محمي بغفلته 
يزهو ويلهو طروب البال والخَلد
وكيف أسس بنيان الهدى سمحاً 
وكيف عانى ظلام القوم في البلد
قلبٌ على الليل مسكوناً بفطرته 
يبث لاعج نفس غير مرتعدِ 
قلبٌ على الليل تعظيما بقدرته
يتلو اندهاشي على إتقان منفردِ 
تسبح العين في التحديق موقنةً 
بصنعة الله جل الله من عمد 
سبحانه مبدع الأشياء مبتدأً 
ومنشئ الكون إحكاماً بلا بددِ 
مددت أستغفر الغفار منكسراً 
قلبي ومستنجداً يا كاشف الشدد 
ويذرف الدمع عيناً، حيرةً وأسى 
حمى مضوم غلت كالنار في الجسدِ قلبٌ على الليل والأنفاس يرقبها 
صمتٌ ومدفأة في شدة البردِ 
من ذا سواه أرجِّي قطَّ عاقبة 
لا شيء إلاه بعد الله لم أجدِ
الكل في الشغل مفكوهاً ومرتغباً 
عن حال آخره مطواة ملتحدِ 
إن لم يكن قلت لي نورَ الحياة فلا 
 بالأمس جدوى ولا باليوم أو بغدي 
بحب طه ومن ذا غيره سبباً 
قد جئت منتضياً أوساخ منتقد 
أهاجر العمر لا دنيا لأطلبها
ولا إلى امرأةٍ مجدولة الجعدِ 
في القلب أزهر جذلان الرضا عطراً 
وفاح طيباً، على أنف الكرام ندي 
الله أرسله للعالمين هدى 
ورحمة من لدنه ثاقف الأود 
للنور من ظلمات الشرك أخرجنا
يا نعمة العبد في توحيد معتقدِ 
يحدو رضاه يقيني قبلة فإذا 
عزمي على نهج طه غير منصفد 
والختم صلى عليه الله ما عرفت
نفس لئن بترت، للحوض لم تردِ

أترك تعليقاً

التعليقات