ما الذي بقي ليقال؟
 

أحمد الحسني

أحمد الحسني / لا ميديا

في فينا أو في مدريد، في الكويت أو لندن أو جنيف، لم يبق هناك ما نقوله لتحالف العدوان ومن فوقهم ومن تحتهم أكثر مما قلناه على طاولات التفاوض سابقاً. وفي واقع الأمر ليس هناك عاقل تتوافر لديه الحدود الدنيا من الموضوعية ينتظر منا أكثر مما قلناه. العالم كله ينتظر من التحالف أن يتخذ موقفاً عاقلاً ينهي الحرب والحصار، ونحن ننتظر أن يتخذ العالم موقفاً محترماً وجاداً لوقف العدوان ورفع الحصار.
لم يبق لكي تقف هذه الحرب وتنجح العملية التفاوضية غير أن يكون لدى المرتزقة قليل من الشرف، وهذا مستبعد إن لم يكن محالاً، إذ لو كان هذا متوفراً ما حدث العدوان أو على الأقل لسحقه اليمنيون في أيامه الأولى، أو أن يكون لدى التحالف قليل من العقل، وهذا وإن لم يكن موجوداً بالتأكيد عندما بدأ العدوان إلا أنه يمكن أن يتأتى بالصفع والدروس القاسية، وما تلقاه التحالف كان كافياً لأن يعقل منذ أمد بعيد، أو أن يكون لدى العالم قليل من القيم التي ينادي بها، وهذا لو كان موجوداً ما كان للعدوان والحصار أن يتم أو على الأقل أن يستمر، وفي أسوأ الظروف أن يجد له غطاء أممياً صفيقاً كل هذه الفترة، ولما كانت دماؤنا وأشلاء أطفالنا صالحة للاتجار والمساومة في كواليس السياسة الدولية وعلى طاولات مجلس الأمن، ومع هذا ربما صحا الضمير الصدئ، ربما شبع الحالبون من ضرع البقرة النتن! 
نحن في الانتظار مستعدون للتعاطي الإيجابي مع طفرة شرف مستحيلة لمرتزق، أو ومضة عقل لدى تحالف صبية، أو صحوة ضمير لمرابٍ أممي، ونحن أيضاً في خنادق الصمود ثابتون على الحق إلى أن ينتصر.


أترك تعليقاً

التعليقات