لا تراجم وبيتك من زجاج
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا

تقذفُ السعوديةُ أحجارَها على رؤوس الناس، وتنسى أن بيتها من زجاج.. تختلقُ لها عداواتٍ وثاراتٍ في كل مكان.. تشعلُ النار حولها دون خوف من امتدادِ ألسنتها إليها.. ومن الحصافة ألَّا تطمئن إلى النار، لأن اشتعالها لا يحده شيء.
هكذا هم حديثو النعمة، يبحثون عن مصارفَ لأموالهم، ويتسلَّون بمواجع الفقراء، ويخرجون عُقدَ نقصهم على العمالة والشغالات والسائقين.. يمعنون في إذلالهم كي يرضوا غرورَهم بما يتناسب مع أرصدتهم التي لولاها لما كانوا يساوون شيئاً.
انتفخ البالون السعودي، رغم أنهم يرون كلَّ المؤشرات التي تؤكدُ انفجارَ هذا البالون، إلا أنهم ماضون في غطرستهم.. تماماً كفرعون الذي رأى كل الآيات على هلاكه، لكنه واصل السير خلف موسى وأصحابه، ولم يكن يصدق أنه ماضٍ إلى حتفه.. هكذا هي طبيعةُ الملوك ونزعاتُ الحكام. 
وصلت الغطرسة بالسعودية إلى شن حرب قذرة وحاقدة على اليمن، جارتها الأقرب.. اليمن التي كانت تحب كلَّ الشعوب مجاناً، فاشترت السعوديةُ كُرهَ اليمنيين بمليارات الدولارات وبآلاف الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً.
أسقطت هذه الجارة على اليمن قنابل وصواريخ تفوق ما تم استخدامه في الحرب العالمية الأولى، والثانية أيضاً، في حقد لم يشهد له التاريخ مثيلاً، ودون مسوغ لكلِّ هذا الحقد.. ظناً منها أنها ستكسرُ اليمن بتدمير أرضه وحضارته وقتل أطفاله ونسائه، ولن تقوم له قائمة بعد كل هذا الحقد الصحراوي، وأنها ستتحكم في قراراته وتمتلك سيادته.. وهي تدري جيداً أن اليمنيين كانوا يعبدون الشمس كي تبقى رؤوسهم مرفوعة، وأن اليمني ليس له ركبة، لذلك لا يركع لأحد.
اليمن لم يعتَدِ على أحدٍ منذُ آلاف السنين، لأنه بلد حضاري، وللبلدان الحضارية أخلاقها.. فمن يشرب من الينابيع والغيول والشلالات لا بد أن يكون مختلفاً عمَّن يشرب أبوال الإبل.. ومن يكتب بخط المسند منذ آلاف السنين لا بد أن يكون مغايراً لمن لا زال يلاحق الضب في جحورها حتى اليوم.
كان لا بد لليمنيين أن يردوا على العدوان السعودي، عملاً بمبدأ رد الحجر من حيث جاء.. 
شمَّر اليمنيون عن سيقانهم وتمنطقوا بنادقهم، وكانت بوصلتهم صوب الحدود اليمنية السعودية، لتلقين الجيش الملكي أبلغ دروس الوطنية، وتعليمهم معنى حب الوطن والدفاع عنه.
المقاتل اليمني ليس جباناً كي يقاتلَ من بعيد.. إنهم هناك، في الحد الجنوبي.. بنادقهم على أكتافهم، ومؤونتهم من الزاد والماء في أيديهم، واليمن في قلوبهم ونصب أعينهم..

أترك تعليقاً

التعليقات