الجنوب في 14 أكتوبر بين احتلالين
 

أحلام عبدالكافي

أحلام عبد الكافي / لا ميديا

يمنٌ عصيٌّ سجّل في درب نضاله المقدس أن لا مكان للغزاة أو المحتلين في أرض الأحرار.
مسيرٌ اقتفى اليمانيون أثره جيلاً بعد جيل في التفلت من أغلال قاهره حين سطر أمجادًا تكتب بماء الذهب عن ثوار انطلقوا كالطود الشامخ في وجه إمبراطورية بريطانية كانت قشة أمام صمود وعنفوان يماني سطر شموخا يعانق تربة ارتوت من دماء صناديد رفضوا الخنوع لسياط جلاد محتل غازٍ. 
ما أشبه اليوم بالأمس! فبين محتل بريطاني قد ظهر بوجه إمبراطورية قوضت أركانها على السطو والقتل والاستبداد والإذلال والامتهان لأبناء الجنوب، إلى محتل أمريكي بريطاني أيضاً لكن بوجه سعودي إماراتي بغيض جعل من شرعية مزعومة لرئيس لا شرعية له سوى بتقديم فروض الولاء والطاعة لمن دنس أرضه، هي الذريعة لمشروع احتلال معلب بسيناريو من أجلكم أنشأنا السجون ولأجلكم أنتم تقتلون. 
بين محاولة الفرار من واقع كان ممكناً إصلاحه بالتجاوب مع المحاولات الصادقة لإعادة الاعتبار للقضية الجنوبية بأيادٍ يمنية خالصة في مؤتمر الحوار الوطني وجد المواطن اليمني نفسه واقعاً في براثن شركاء كثر كان كل واحد منهم قد حد شفرته لانتزاع روح من يعارض تواجد قوات ليست يمنية على أراضٍ يمنية. 
كانت الصدمة التي استفاق على وقع تفجيراتها واغتيالاتها وغياهب سجونها أبناء الجنوب هي مد أنبوب لشفط نفط يمني إلى آبار سعودية وسط استعار سعر الريال السعودي واندثار الريال اليمني بمباركة دنبوع وحكومة فنادق رواتبها آلاف الدولارات مقابل هلاك آلاف من أبناء الجنوب في معارك الساحل وحماية الحدود السعودية في وجه يمني آخر كان هو من أدرك فصول المسرحية فمضى في درب مبارك للتصدي للمحتل الغازي. 
نيران قد أضرمت لإشعال جذوة حرب أهلية بات أبناء الجنوب على موعد ومقربة من انفجارها وسط تداعيات فرضها المحتلون الجدد بلعبة تحريك الفصائل المسلحة تحت عنوان بريطاني جديد قديم لطالما كانت ورقة جنى الغزاة ثمارها تحت شعار (فرق تسد). 
في لحمة يمانية اقترن ثوار شمالها وجنوبها لرسم لوحة توجها الوعي والصمود بأن اليمن أرضاً وإنساناً لا ولن يقهر، ها هو الجنوب قد أعلنها صراحة في مظاهرات ومسيرات جابت شوارع عدن وحضرموت والمهرة وشبوة بأنه لا تحالف بعد اليوم، معلنين بذلك ميلاد شعلة أكتوبرية انطلقت شرارتها في ذكرى أكتوبرية مجيدة. 

أترك تعليقاً

التعليقات