الذكرى الرابعة لثورة 2014 (2-2)
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا

قبل ثورة 2014 كانت اليمن حديقة خلفية لنظام بني سعود، مثلها مثل دولة البحرين، لا شخصية دولية مستقلة لها، ولا قرار سياسي داخلي مستقل، تتحكم اللجنة الخاصة اليمنية في الرياض التابعة لوزير الدفاع، بكل القرارات السياسية والعسكرية والأمنية في اليمن، وتتدخل في كثير من التفاصيل والقرارات والتعيينات.
وحين تريد اليمن أن تتخذ موقفاً مخالفاً للسعودية في أي موقف (مثل الموقف من الحرب العراقية الكويتية سنة 1990)، تأتي العقوبات العنيفة على اليمنيين، والحصار، ودعم المخربين، وإدخال البلد في صعوبات ومشاكل لا حصر لها، حتى تعود السلطة السياسية اليمنية لبيت الطاعة السعودي.
كل هذا تم تهديده بعنف بعد ثورة 2014، وهذا ما يعرفه السعوديون جيداً، ولذلك جن جنونهم، وتدخلوا بعدوان مباشر يخسرون فيه مليارات الدولارات بشكل شهري، ويهدد اقتصادهم ورفاهيتهم، لأنهم اعتادوا على الكبر والغرور ضد اليمنيين بسبب طبقة سياسية فاسدة قبلت المهانة والضعف.
قبل ثورة 2014 كان مشائخ القبائل والمتنفذون والبلطجية فوق القانون، يقطعون الطرق ويبتزون المسافرين ويعملون نقاطاً خاصة، في دليل على ضعف الدولة، ومعظمهم مدعوم من السعوديين، وكل هذا انتهى بعد تلك الثورة.
قبلها كانت هناك إقطاعيات عسكرية وقبلية (عسقبلية) ترى نفسها فوق النظام والقانون، وذهبت تلك الإقطاعيات أدراج الرياح بعد الثورة، وصارت مشردة بين الرياض والقاهرة وإسطنبول.
وقبلها كان الإرهاب يضرب في كل مكان في اليمن، ويسقط الطائرات، ويقتل السياسيين والأمنيين والعسكريين والمثقفين، وبعدها انحصرت تحركاته في المناطق المحتلة فقط، وتخلصت منه المناطق المحررة.
وأمور كثيرة تغيرت يلمسها من لم يكن مستفيداً من الوضع السلبي الفاسد سابقاً.

أترك تعليقاً

التعليقات