القصيدة في وجه العدوان
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا

تظل القصيدة إنساننا اليمني المسفوك بأيدي العدوان ومرتزقته على مرأى ومسمع العالم، سياطاً تجلد الذاكرة كما تجلد الضمير البشري، وتشير بأصابع الاتهام إلى الضمير الصامت المشارك والمتواطئ في قتلنا. 
فكانت عزاءً آخر يضاف إلى الصمود الوطني، كما كان ثبات رجال الرجال في الجبهات عزاءنا الذي يمنحنا الصمود والصبر والمثابرة والعزم على الاستمرار، مدركين لعطاء وأفعال المجاهدين بحتمية الانتصار.
تظل القصيدة مصوبة نحو ضمير العالم أجمع، كبندقية في يد المجاهد تطلق رصاص مظلومية اليمن في نحره، أو كقاذفة في منصات العدالة تقذف صواريخها لتهد الثكنات التي يختفي خلفها. 
إن شعراء اليمن يطلقون لاءاتهم الألف في وجه العدوان ومرتزقته، وفي وجه العالم الذي يشارك بصمته أو ببيعه الأسلحة للعدوان. 
لن تنهار عزائمنا، ولن تتضعضع إرادتنا وصمودنا، ولن ينكسر بأسنا، كما لن تصمت أفواهنا. 
هكذا هي القصيدة، تعبر عن ثبات المجاهد اليمني كما تعبر عن صمود الشعب أمام عدوان مارس أبشع جرائم عرفتها البشرية من عهد آدم. 
في القصيدة نستشف أن هنالك خيطاً عضيداً موصولاً بحبل الله يربط بين الفدائي وبين الصابر المحتسب وبين المثقف العضوي والوظيفي وبين السلطة والمجتمع وبين سحنة البشرة وتضاريس البلاد... لتفرز ثقافة أقل ما توصف به أنها وعي آخر بالمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، كل من مكانه ودوره، بل إنها تؤسس أدباً جديداً هو أدب المقاومة ضد الليبرالية والاستعمار الغربي المزمن، زائحة الستار عن عورة عمالة الأنظمة العربية للمستعمر، التي ظلت تستر عريها بمسميات ومفاهيم وعناوين بهرجية زائلة زوال الزبد الجفاء طيلة عقود من الزمن عن الشعوب. 
لقد اختلطت أنفاس القصيدة المتعددة فشكلت عطراً فريداً مستخلصاً من ورد الإسلام الحنيف ومن زهر القومية العربية... عطراً يبعث الأمل بمستقبل أكثر حرية وأكثر أحقية بالوجود بعد غياب طال ثمانية قرون، دون أن ننسى قبلها انحراف مسار الأمة عن النهج الصحيح بعد تولي بني أمية. 
من هنا، من أرض اليمن السعيد مهد الحضارات وأصل العروبة ومستقر الأديان، ينبعث الدين المحمدي بأبهى تجلياته، مشرقاً بسحنة عربية أصيلة، ناصع الوضوح بامتهار الحق، إيمانا بالقضية وإصراراً على الخلاص تحت راية علم الهدى قائد المسيرة القرآنية وقائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله. هكذا يقول كل شيء يمني، كما تقول القصيدة.

أترك تعليقاً

التعليقات