أعـــداء أيلول
 

أحلام عبدالكافي

أحلام عبد الكافي / لا ميديا

ثورةٌ جاءت بما لا تشتهي سفن أمريكا وإسرائيل وبني سعود والإخوان، التي كانت تموج بمخططاتها وبمؤامراتها عرض اليمن وطولها، ثورةٌ كان ذروة سنامها السلمية والتخلص من المفسدين وعملاء الارتهان للخارج الذي لم يزد بهم الوطن إلا تراجعاً وانهياراً… ثورةٌ كسرت معاول الشيطان وبراثن الإخوان لتكون إيذاناً بميلاد يمنٍ جديد يمتلك حق تقرير المصير وحق النهوض والبناء والتعمير بما يمتلك من خيرات وثروات يفترض أن يتم استخراجها واستغلالها لصالح الوطن والمواطن.
ثورة 21 أيلول مثلت منعطفاً كبيراً للشعب اليمني نحو رفض الوصاية، والاستقلال، بكسر الأيادي الداخلية التي كانت مرتهنة لعقود طويلة للخارج من خلال أولاد الأحمر، وكشفت مخططات العدو، وانتصرت على (داعش والقاعدة) في أغلب محافظات الجمهورية، ذلك الأخطبوط الاستخباراتي الذي ينفذ أجندات صهيوأمريكية، الأمر الذي قض مضاجع بني سعود وأمريكا الذين أدركوا أن حبالهم قد قطعت من اليمن، فكان خيار التدخل العسكري ضد اليمن ناتجاً عن قلق العدوان من نهوض اليمن ومضيّه نحو الطريق الصحيح والمصحّح لمسار ثورات الربيع العربي، وهذا سيشكّل عائقاً كبيراً أمام المؤامرات التي يتم تدبيرها من قبل قوى الاستكبار والهيمنة في المنطقة.
فلا بد أن نستشعر أهمية دورنا في إحياء ثورة أيلول التي ستظل نقطة تحول للشعب اليمني نحو الأفضل والتي اغاضت الأعداء حين عمدوا إلى تشويهها عن طريق براثنهم حين يتم نشر سمومهم من قبل أياديهم في الداخل والخارج، وهي أنّ دخول (الحوثي) صنعاء تحت مبرر إسقاط الجرعة وافتعالهم للحرب، الأمر الذي أفقد الرئيس الشرعي هادي سلطته بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة، مما أدى لتقديم استقالته وهروبه لعدن، وهو ما جعله يستغيث بالسعودية لمساعدته لطرد الانقلابيين من صنعاء وإعادة شرعيته، وحينها سيتم إيقاف الحرب وعاصفة الحزم وعودة الأمور إلى نصابها.
هكذا يصوّر العدوان سبب تدخله في اليمن، ولعلّه يعمل على قدمٍ وساق من أجل استغلال هذه المناسبة لصالحه عبر أبواقه العميلة، من أن ثورة 21 أيلول سبب نكبة اليمن، فعلينا استشعار أهمية إحياء هذه الذكرى المفصلية في تاريخ اليمانيين لصالح الوطن ولمحاربة الزيف والكذب الذي سيصاحب هذه المناسبة من قبل العدو، وعلينا أن نوضح السبب الحقيقي من وراء العدوان الذي لا يحارب كما يدعي الانقلابيين، وإنما يحارب اليمن بآثاره وتراثه وبمصانعه وبمساجده وبطرقاته وبأطفاله وبنسائه… وما يحدث اليوم في المحافظات الجنوبية بعد تحريرها المزعوم وإعادة شرعية هادي إليها، خير دليل على خبايا العدوان وخبث نواياه، وهو احتلال اليمن ونهب خيراته وتمكين الإرهابيين تمهيداً لتقسيم الأوطان وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد المشروع (الصهيوأمريكي) في المنطقة.

أترك تعليقاً

التعليقات