جريمة ضحيان
 

محمد طاهر أنعم

تتوالى جرائم نظام بني سعود وحلفائهم في اليمن، وآخرها جريمة الأسبوع الماضي في منطقة ضحيان بمحافظة صعدة، والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال المشاركين في رحلة ترفيهية تتبع مركزاً صيفياً تعليمياً في المنطقة.
الإحصاءات التي نشرتها الجهات الرسمية وأشار إليها معالي وزير الصحة في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مكان الجريمة في اليوم التالي تذكر أن القتلى تجاوزوا الخمسين والجرحى في حدود سبعين شخصا.
وقد اعترف ناطق تحالف العدوان، العقيد السعودي تركي المالكي، بارتكاب قواته لهذه الجريمة، مبرراً إياها بأنها استهدفت مكاناً يتم إطلاق الصواريخ البالستية منه!
وكانت ردود الأفعال الدولية تجاه هذه المجزرة البشعة والتاريخية قوية، إذ أصدر عدد من الدول والمنظمات بيانات تدين هذه المذبحة، بعضهم من حلفاء نظام بني سعود. 
وجاءت هذه الإدانات المتتالية في وقت حساس بالنسبة للنظام السعودي، حيث لم يخرج بعد من مأزق مواجهته الدبلوماسية الفاشلة مع دولة كندا، والتي تم طرد سفيرها من الرياض مؤخراً بعد تغريدة للسفارة على (تويتر) تطالب النظام السعودي بالإفراج عن الناشطين الحقوقيين السعوديين المسجونين مؤخراً.
وحاول نظام بني سعود أن يبعث رسالة للعالم بطلبه إبعاد السفير الكندي على وجه السرعة وسحب سفير نظام بني سعود في كندا ومطالبة الطلبة والمبتعثين والمواطنين السعوديين في كندا بالعودة فوراً، حاول أن يرسل رسالة أنه نظام قوي وله مكانة واحترام يجب أن تراعيها جميع الأنظمة والدول، ولا تحاول التعليق على تجاوزاته القانونية والإنسانية.
فجاءت هذه المجزرة لتجعل تجاوزات النظام السعودي على كل لسان، وتصدر بشأنها بيانات من معظم الدول والمنظمات الدولية والإنسانية، ولا شك أن هذا الأمر يغيظ مراكز القوى في نظام بني سعود، ويصيبهم بالتوتر والغضب الشديدين ويشعرهم بالعجز والمهانة، وخاصة في هذا الوقت الحساس الذي ظنوا أنه وقت ارتفاع مكانتهم وسمعتهم.
ومن الناحية الشعبية اليمنية ازدادت المطالبات بعمل انتقامي قوي ضد هذه الجرائم، ويبدو أن السياسة اليمنية السابقة باستهداف المنشآت العسكرية والاقتصادية لم تؤثر بالشكل الكافي على نظام بني سعود، لأنه يخفي مصابه وألمه وخسائره فيها، ويستطيع تعويضها سريعاً بالأموال الهائلة التي يمتلكها.
ولذلك بدأ يتوجه الحديث مؤخراً لاستهداف البنية التحتية في السعودية والإمارات، المماثلة للبنية التحتية التي تم استهدافها في بلادنا من قبل طائراتهم، والتي سيشعر بها الناس في تلك الدول لتؤدي لمزيد من الضغط الشعبي على تلك الأنظمة لإيقاف الحرب.
يبدو أنه ما لم يشعر المجتمع في السعودية والإمارات بأضرار هذه الحرب بشكل مباشر فلن يحصل أي ضغط داخلي على الأنظمة هناك، ولذلك فإن استهداف أماكن مثل خزانات تحلية مياه البحر التي توصل المياه لجميع المدن السعودية، أو محطات الكهرباء التي تغذي المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام وأبوظبي ودبي، أو الضرب المتكرر على المطارات الرئيسية مما يؤدي لإغلاقها مثلما أغلقوا مطاراتنا في صنعاء والحديدة وتعز والمكلا، وكذلك الموانئ في جدة ودبي، استهداف كل تلك الأماكن هو الهدف الذي يجب أن تتوجه إليه القوات المسلحة اليمنية للرد على العدو.

أترك تعليقاً

التعليقات