الأبنــــاء الأوفيــــاء
 

ياسمين الشقاقي

ياسمين الشقاقي / لا ميديا

لسنا من أولئك الذين غيرتهم الأيام والعدوان، وخيانة الأوطان، فتغيروا، ولسنا من أولئك الذين يعيشون على حساب نكبات وكوارث ودمار وفقر وظلم شعوبهم، عشاق السلطة والمال الحرام، وخدامها، وتبعية الهوان، والفئة الضالة، المأجورة، والمرتزقة، من شلت عقولهم، وعميت أبصارهم، من اختاروا العبودية الأبدية، وارتبطوا بالمال الحرام، ولا يمكن التحالف والتجانس معهم، هم العدو الحقيقي، هم العدو الاجتماعي حتى العظم، وحوش يستحيل ترويضها، يحاولون بكل الطرق والوسائل الخبيثة والدنيئة دفع الشباب المغرر بهم نحو مستنقع الرذيلة والارتزاق، يتعاملون مع الوطن والثورة بالغدر والخيانة والتماهي مع العدوان والاستعمار في كل خططه ومشاريعه الرامية لتفريغ الثورة من كل محتوى وطني وقومي، الثورة التي وضعت هدفها ودورها، وفكرها، وموقفها، وموقعها موضع الصدام مع الوصاية والاستغلال مع الإمبريالية والصهيونية، فإنها بذلك قد خالفت توجيهات وسياسات الدول الكبرى ومصالحها، والانصياع لرغباتها في نهب ثروات الشعوب وإذلالها، ولذلك يمعن الاستعمار بمحاصرتها بهدف إجهاضها لكي تغدو أسيرة أزماتها، ولكي تتسم أكثر فأكثر بالمأساوية، وفشل مشروعها الثوري جراء خروجها عن السيطرة الاستعمارية.
نحن الأوفياء لنا شرف الدفاع عن وطن كل ما نقدمه أمام عطائه وأمجاده قليل، ولن تستطيع أية قوة في هذا الكون إخضاعه مهما كان جبروتها وطغيانها، وقوتها العسكرية والتقنية، ولن نقبل لغير الله قضاء، ولسنا ممن يحزنون أو يحبطون، أو يتسلل اليأس والخوف الى قلوبهم، رغم ما خلفه العدوان من كارثة، واتساع مساحة الجوع والأوبئة الفتاكة والمرض، ومحاولات تمزيق المجتمع، وشتات الأسرة الواحدة، وتدمير يمن الإيمان المسكون بالسلام والمحبة، واحترام جميع الشعوب، ولن نحزن أيضاً على من سقطوا في أحضان العدوان، وتآمروا، وتاجروا بكل القيم الوطنية، والمبادئ الإنسانية، وبكرامتهم، وبمصالح وطنهم، وخضعوا للذل والإهانة والاستعباد.
أما نحن فقد عرفنا طريقنا، وكيف نطوع المستحيل، ونمتطي صهوة الحياة الشريفة والكريمة، عرفنا كيف نثبت في مواقعنا، وعلى مواقفنا، وندافع عن حقوقنا ضد عدو جند جيوشاً ومرتزقة وسلاحاً واقتصاداً ومالاً، وحقده الأزلي الدفين مرة واحدة، ودفعةً واحدة، لإخماد الثورة المباركة وما تهدف إليه من دحر الوصاية والعيش بكرامة وحرية، مدركين دورنا الوطني، ودورنا القومي، ودورنا الإنساني، ودورنا في إبعاد شبح الانجرار وراء الحرب الأهلية، والفتنة، والنزعات الدموية، هدفنا الأسمى بناء مجتمع سليم خالٍ من العبودية والاستغلال، مجتمع عادل ديمقراطي، مجتمع المساواة في زمن الظلم والجبروت والهيمنة والآلام والأحزان، واجترار الخيبة والإحباط، نتعاطى مع هذه الأدوار بمسؤولية، ومن غير أن ننصب أنفسنا أوصياء على الآخرين، ومن غير أية فجوة تمس المخاوف، وتثير الشكوك، لنضيف رصيداً عملياً لتماسك الجبهة الداخلية، ووحدة القوى الوطنية، واحترام حقوق ومصالح المواطنين، والتخفيف بقدر المستطاع من معاناة ونكبات هذا الشعب الوفي والصامد، والواقع يحمل في طياته ما يدل على وفاء شعبنا اليمني النبيل، وإقدامه على بذل كل الإمكانيات والجهود والطاقات المتوافرة في سبيل رفعة ومجد وانتصار اليمن الحبيب والغالي.

أترك تعليقاً

التعليقات