هبي ان قلبك خال
 

زياد السالمي

هبي أن لي...
في الخيال الرصاصي هذا
ملامح وجهك..
هل أستطيع التأمل...
في الغد مستبشراً،
وأرى كيف تأتي القلوب
الخصيمة...
كي تطفئ النار،
أو قد تضيء المدينة..
تستبدل الحرب باللحن
ثم تدوزن معزوفة للسكينة 
لست على ما يرام
كباقي الحيارى
أفتش عن سبب مقنع
لإراقة هذي الدماء
وأعجز من فرط حزني
على وطني 
تائهاً ووحيداً بسبر التراب
أسائله...
هل ترى العرش
يمنحك العذر..
أو يستحق من الهوس الآدمي عليه التفاني؟
وهذا الغراب المبرر للقتل
والموت منتظر في الأخير..
*******
هبي أن قلبك
خال من الكادحين،  
وخال من القاتلين،
من الساسة التافهين، 
ومن أمراء الحروب،
ومن كاهن الدين..
هل سأكون على ما يرام  
وفي الحزن قلب
أشد من المستحيل؟
أيقطف حينئذ وردة
أو قصيدة حلم
لها من شرود الأماكن
أحجية
وتواشيح تشبه 
ما يتبادر في ذهنك الحضري.
******
هبي حجراً
لم يصر غيمة..
به كرمة لم تجد
في الهوى
عنباً يستحق العناق 
كما موسم موسمان
ثلاثة والآن
يكتمل الموسم الرابع 
المشهد اشتد..
فيه ضراوة هذي الذئاب 
وأنت له تضحكين بكل برود
فهل يستطيع مهادنة 
الظرف من يملك الحرف والحب؟ 
هل يستطيع تجاوز واقعه 
والرياح تحاصره 
والبنادق تقلق إطراقه بالرصاص؟
الرصاص المهيأ مفتخراً بالضغينة 
ذاك المصوب نحوي ونحو المدينة 
هل يستطيع الذي
شردت عنه
أطفاله وحبيبته
أن يغني؟
ومن ذا سواه إذا لم تقولي إذن قد يقول  :
لكل امرئٍ ما يكابد إن هجرته 
عن الحب والأهل والصحب هذي الحروب.
******
هبي أن قلبك 
خال من الأعدقاء 
فهل أتنفس بعض الهواء 
وليلك مغتبق بالنياشين مدعياً وطنيته؟
وأنا ذلك الألم المستمر
يراقب مكتئباً كالغريب
على حافة الجسر متكئاً
رازحاً للعمود
فينصت مستوحشاً
كالصدى في الأزقة
يلعن حظك...
حين ارتضى بالذباب
ضجيجاً
ولما استحلت على قلبه
غادر الجسر متشحاً
خيبة الطيبين
فهل ترجعين إلى رشدك
المستظل بصفصافة المجد؟
هل تلفظين الذئاب..
تنشين هذا الذباب 
فما عدت أقوى...
على ردها بالخيام  
إذا لم تفيقي
سأنزع من مهجتي
قيدك الأزلي،
وأرمي به للكلاب.
********
هبي لو أنا...
قمت في ذلك الفعل
مبتدئاً مثلما فعل العملاء
فكيف سيبدو
عليك إذن وقعه؟
ترى! ستقولين أنساك
أو تظهرين انشغالك بي
مثلما الآن،
أم بأناشيدك الوطنية؟!
لكنني...
لست مثل الذين
نسوا حبهم
أو رموه فأنساهم الليل
ذِكر الوفاء،
وِذكر الحسين،
وذِكرك.. ذِكر البلاد
سأحتمل الصبر
مشتعلاً فكرة
عفوياً أحبك 
عفواً أقبلك عفواً  
هبي بعد ذلك
من فرصة سوف تجمعنا
أي عذر إذن قد يكون
وقد ظمئ القلب
مثل الحسين؟!!

أترك تعليقاً

التعليقات