شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

أموال النفط ولا شيء سواها هي من لها حق إصدار الأوامر والنواهي، وهي فقط من تضبط بوصلة مواقف الأشخاص والأحزاب والأنظمة والهيئات الإقليمية والأممية من أدنى منظمة جماهيرية في شارع الزبيري حتى أعلى هرم الأمم المتحدة في نيويورك، وكل ما قاله لنا المناضلون وقادة الرأي والمفكرون والكتاب من جهابذة اليسار واليمين والوسط، محض هراء وخداع حماسي ثوري فقد معناه وخبا نوره أمام لمعان دولارات النفط ورنين جنيهاته البراقة.
الحزب الاشتراكي اليمني العظيم القائد التاريخي لطبقة الشغيلة والكادحين، وقائد التحولات الطبقية التحررية في هذا البلد الحزين الذي أطبق عليه العدوان من جهاته الأربع، أصبح وبسرعة فائقة مجرد جوقة توهوه في مهرجانات سباق الهجن الثوري في ممالك وإمارات الرمال والنفط المقدس.
كل الرسائل المتبادلة بين فريدريك إنجلز وكارل ماركس، لا تتعدى قيمتها في نظر مناضلي حركة التحرر العربية والأممية، قيمة ورق تواليت في أصغر قصر من قصور الأمير المفدى، وكتاب رأس المال ليس أثمن ولا أعلى قيمة من عرائض مذيلة باسم كادح يساري اشتراكي أو ناصري قومي، تقدم لصاحب السمو، تستدر منه مكرمة مالية يعوض المناضل بها ما مضى من زمن الشضف الثوري البائد. 
كل أناشيد الثوار التي رددتها حناجرهم في جبال اليمن ضد أعداء الطبقة العاملة والفلاحين وأعداء التحرر، ومنها (يا رفاقي صمدنا والصمود عادة والتزمنا بمنهج حزبنا القائد.. يا رفاقي عليه العار من وقف تحت حكم العمالة للسعودية)..
كل ذلك النغم الثوري أصبح رجساً وردَّةً يلزم من قاله الاستتابة واستغفار ملوك وأمراء النفط.
إن كل ما كتبه عصمت سيف الدولة وحامد رياض من كتب في نظرية الثورة العربية، أصبح في فقه الوزير الناصري القومي المحض عبدالملك المخلافي، هراء لا يتفق وضرورات المرحلة النفطية الدسمة.
إن الدم اليمني الطاهر المراق بفعل آلة العدوان النفطي، ليس سوى ضريبة ندفعها لأننا صدقناهم يوماً، وانطلت علينا أكاذيبهم وخداعهم، وسندفع أكثر مما ندفعه ومما دفعناه إن استمررنا تصديقهم.

أترك تعليقاً

التعليقات