زمن ميدي
 

أحلام عبدالكافي

هكذا قال شاعر اليمن الكبير معاذ الجنيد عندما زار منطقة ميدي... تلك الجبهة الضارية التي تشهد صراع الحق مع الباطل، وصراع الأبطال مع الأنذال، وتشهد بطولات تاريخية تخطّها أيادي فتية يعشقون اليمن، ويصنعون المعجزات بصمت العظماء..
في شمال غرب محافظة حجة، تطل مديرية ميدي على البحر الأحمر، على مساحة تبلغ 60.95 كم مربع.
وهناك تدور فيها أعنف المعارك منذ بدأ العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وتكمن أهميتها في كونها متاخمة للمياه الدولية لمملكة الشر السعودية، وتقع في ممر حيوي على ساحل البحر الأحمر..
هناك في أرض المعجزات يتم التصدي من قبل الجيش واللجان الشعبية، لأقوى الزحوفات وأشرسها وأشدها ضراوة على أرض المواجهة... إن قلنا إنها أعنف جبهة مفتوحة، فنحن لا نبالغ، فهي بالفعل أقوى من جبهة نهم رغم شدتها، وأقوى من جبهة صرواح ومن جبهة نجران والربوعة وغيرها من جبهات النار..
ميدي المديرية والميناء ذو الموقع الجغرافي الهام، نالت نصيب الأسد من التحشيد والتسليح من قبل العدوان ومرتزقته الذين يسعون من خلال الزحف المتواصل المسنود بغطاء جوي بشكل هستيري، للسيطرة عليها، وأنى لهم ذلك!
معارك ومواجهات وهجوم وصد في حرب دائرة وصلت لحد المواجهة بالبنادق، ودائماً الغلبة مرسومة على جباه أصحاب الأرض وعشاق اليمن، والنصر المسطر حليفهم في كل معركة، ولم يكن للعدوان نصيب منها إلا الهلاك أو التراجع... تلك العقول الخائنة، والتي وصلت لأقصى مراحل الفجور ونكران حب الوطن عندما تساند المحتل وتقلب الحقائق وتلعب بالألفاظ في وسائل إعلام العدو، لا لشيء، وإنما لشعورها بالهزيمة والإذلال.
صحراء ميدي أبت إلا أن تبتلع الغزاة والمحتلين، ففي كل معركة شرسة كان الموت هو من يتلقف العدوان وأذنابه.. كيف لا وأبطال الجيش واللجان الشعبية يسطرون بأحرف من ذهب أسطورة الفداء في أعمال بطولية تكاد تكون ضرباً من الخيال، وملاحم عملاقة تعجز الكلمات عن وصفها، وتجف الأقلام قبل إدراك كنه عظمتها.. فهم بحق صناع أمجاد ستخلد في عمق التاريخ.

أترك تعليقاً

التعليقات