حكام تحالف العدوان أخطأوا الحساب
 

محمد عبده سفيان

عندما قرر حكام مملكة بني سعود شن عدوانهم البربري الغاشم على وطننا وشعبنا اليمني، بالاتفاق مع أمريكا وبريطانيا، منذ أشهر عدة قبل البدء بتنفيذ العدوان ـ كما صرح بذلك عادل الجبير وزير خارجية سلمان ـ لم يكونوا يتوقعون أبداً أن أبطال الجيش اليمني المسنودين باللجان الشعبية سيصمدون أمام القوات العسكرية البرية الكبيرة التي حشدوها من الدول التي تحالفت معهم في عاصفة الجرم العربي، والمرتزقة الأجانب من مختلف بلدان العالم الذين تم جلبهم عبر شركتي (بلاك ووتر) و(داين جروب) الأمريكيتين، والعناصر الإرهابية من تنظيمي القاعدة وداعش الأجانب والمحليين، والجماعات السفلية المتطرفة والمليشيات التابعة لحزب الإصلاح وشركائه من الاشتراكيين والناصريين، وما يسمى الحراك الجنوبي (الانفصالي)، والمنشقين من الجيش والأمن الموالين للفارين هادي وعلي محسن الأحمر، ولم يخطر ببالهم أن الجيش اليمني واللجان الشعبية سيتمكنون من مواجهة الترسانة العسكرية الهائلة المتمثلة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرشاشات وقذائف الـ(آر بي جي) وصواريخ (لو) ومنصات الصواريخ والمدافع والدبابات والمدرعات والعربات العسكرية وطائرات (إف 16) والأباتشي والبوارج والسفن والزوارق الحربية الحديثة والمتطورة التي حشدوها لغزو اليمن.
لقد كانوا يتوقعون أن تلك القوات البشرية والترسانة الرهيبة من العتاد العسكري كفيلة بحسم المعركة في أقل من شهر، خصوصاً بعد أن اعتقدوا أن طائراتهم الحربية قد تمكنت في الضربة الأولى المباغتة يوم 26 مارس 2015م، من تدمير كافة القدرات العسكرية للجيش اليمني البرية والجوية والبحرية، وشل حركة الجيش واللجان بشكل كامل ـ كما صرح بذلك الناطق الكاذب لعاصفة الجرم العربي أحمد عسيري ـ ولكنهم اكتشفوا أنهم أخطأوا الحساب والتقدير لقدرات وشجاعة واستبسال المقاتل اليمني في أرض المعركة.. تناسوا أن اليمنيين (أولو قوة وأولو بأس شديد) كما ورد في القرآن الكريم.
اعتقدوا خطأً أن الحصار الجوي والبري والبحري الذي فرضوه على وطننا وشعبنا وأن قصف طيرانهم للموانئ والمطارات الحربية والمدنية والقواعد الجوية ومنظومات الدفاع الجوي والصواريخ ومخازن السلاح والتموين ومقرات العمليات والسيطرة ووزارة الدفاع والقيادة العامة وكافة المعسكرات، سيفتح الطريق بكل سهولة لقواتهم الغازية ومرتزقتهم إلى العاصمة صنعاء، وأنهم سيرفعون أعلام دول العدوان فوق دار الرئاسة والقصر الجمهوري وجبال نقم وعيبان وعطان والصمع والنبي شعيب، ولكنهم تفاجأوا بأن قواتهم الغازية ومرتزقتهم المحليين والأجانب عجزوا على مدى عام و7 أشهر عن تجاوز فرضة نهم شرق محافظة صنعاء وكرش في مديرية القبيطة بمحافظة لحج وشعب الجن في باب المندب غرب محافظة تعز، ليس ذلك وحسب، بل تفاجأوا بأبطال الجيش الميامين واللجان الشعبية الصناديد داخل العمق في جيزان وعسير ونجران ـ المحتلة منذ عام 1934م ـ ويرفعون أعلام اليمن في المواقع السعودية، وأن قوات (درع الجزيرة) والمرتزقة رغم ما يملكونه من الأسلحة الحديثة والمتطورة، والمسنودين بغطاء جوي مكثف بطائرات إف 16 والأباتشي والعمودية والاستطلاعية وبدون طيار، يفرون من مواقعهم تاركين وراءهم الأسلحة والذخائر التي يغتنمها أبطال الجيش واللجان، والدبابات والمدرعات والعربات الحديثة والمتطورة التي يقوم أبطال الجيش واللجان بتفجيرها وإشعال النيران فيها.
لقد أصيب حكام مملكة بني سعود وحلفاؤهم بصدمة كبيرة وهم يشاهدون جحافل قواتهم ومرتزقتهم المعززين بترسانة هائلة من العتاد العسكري والمتطور، يتلقون الهزائم الساحقة في مختلف الجبهات الداخلية وفي عسير ونجران وجيزان، ويفرون كالجرذان من أمام أبطال الجيش واللجان الذين لا يمتلكون سوى سلاحهم الشخصي وقذائف الـ(آر بي جي) والرشاشات المحمولة على الكتف.
لقد اعتقدوا خطأً أن القوات البرية والبحرية والجوية الهائلة التي حشدوها، وأن المجازر البشعة التي يرتكبونها في حق المدنيين والحصار الجوي والبري والبحري، كفيلة بإجبار اليمنيين على الاستسلام ورفع الراية البيضاء، حيث تفاجأوا بأن الشعب اليمني صمد صمود الجبال في وجه العدوان، فهؤلاء هم اليمانيون أحفاد التبع اليماني وأسعد الكامل، يرفضون ركعة الهون والانحناء.. ها هم أبطال الجيش واللجان الشعبية يقهرون الموت للموت اقتحاماً في مختلف الجبهات، وها هي صواريخ الجيش تدك القواعد الجوية لمملكة الشر في ظهران الجنوب ومطار جدة، وقريباً إن شاء الله في الرياض والدمام، إذا لم ينصاعوا لدعوات السلام.

أترك تعليقاً

التعليقات