محمد طاهر أنعم

تعالت صيحات المغتربين اليمنيين من رفع وتيرة الإجراءات الجائرة لنظام العمل والعمال في المملكة العربية السعودية، والذي بات يستهدف جميع العمالة غير السعودية، وفي المقدمة منهم اليمنيين.
إجراءات ظالمة لا مثيل لها في أية دولة في العالم، يدخل المغترب اليمني إلى السعودية بعد شراء الإقامة بـ20 ألف ريال سعودي من السوق السوداء السعودية التي يحتكرها الأمراء وبعض سماسرتهم، رغم أن قيمتها الرسمية هي 2000 ريال سعودي فقط لا غير.
وبعد دخوله بإجراءات معقدة يبدأ ابتزازه بوسائل متعددة، وكأنه سجين دخل سجناً يشرف عليه مجموعة فاسدين يحاول كل واحد منهم أخذ كل ما استطاع أخذه من السجين الجديد قبل أن ينتهي ماله.
فيبدأ الكفيل الذي نزلت الإقامة باسمه بطلب مبلغ مالي يتراوح بين 5 و10 آلاف ريال سعودي، من أجل نقل الكفالة إلى شخص آخر، لأنه يريد أن يشتري فيزا إقامة أخرى ويبيعها لليمني، والنظام لا يسمح له بإقامة جديدة مادامت مع عدد معين من العمال في كفالته من السابق، ويريد مقابل التنازل عن كفالة مبلغاً مالياً، رغم أن المفترض هو العكس، وأن يدفع هو المبلغ لليمني حتى ينقل كفالته، ويستطيع السعودي استقدام عامل جديد.
ولكن اليمني لا يملك إلا الدفع صاغراً، وإلا ذهب السعودي ليبلغ عنه في الجهات الرسمية بأنه هارب، أو احتجز جوازه بحجة إكمال إجراءات استخراج دفتر الإقامة، أو غيرها من وسائل الإيذاء التي تقف الأنظمة الجائرة في السعودية مع الكفيل فيها دائماً.
وإذا تخلص المقيم من كفيله وابتزازه بدأ ابتزاز الدولة، فعليه أن يدفع رسوم تجديد الإقامة السنوية قرابة 5000 ريال سعودي في السنة، ورسوم المرافقين على كل شخص معه من زوجته وأبنائه وأبيه أو أمه وإخوته 2400 ريال في السنة، يتم رفعها سنوياً، وستصير في العام القادم 3600 ريال سعودي في السنة.
وبعد هذا كله فإنه ممنوع من العمل في معظم مجالات العمل، بحجة نظام سعودة المحلات، حتى البيع في محلات الجوالات ومحلات الذهب وكثير من الوظائف والأعمال صارت ممنوعة إلا للسعوديين بنسبة 100%.
وفي حال إيجاد عامل يمني يعمل في أي محل أو دكان حتى من المسموح لليمنيين بالعمل فيها، ولكنه ليس مكاناً مملوكاً لكفيله السعودي بشكل مباشر، فإنه يقبض عليه ويودع بسجن الترحيل، والذي هو أحد أسوأ السجون في السعودية، ويتم طرده وترحيله إلى بلاده، رغم أن دخوله نظامي، وإقامته مشتراة بمبالغ كبيرة وبفساد مرعي من الدولة.
يبحث نظام بني سعود عن أية طريقة ووسيلة لطرد المغتربين، وخاصة اليمنيين، من أجل استمرار عملية البيع والشراء بالفيز، واستغلال حاجة الناس في اليمن والدول العربية الأخرى لشراء فيزا عمل للسعودية يظن أنه يذهب بها للجنة، فإذا به يجد نفسه في الجحيم.

أترك تعليقاً

التعليقات