محمد طاهر أنعم

أصدرت الدول الأربع المتحالفة ضد قطر (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) قائمة ثالثة للجهات والأفراد الداعمين للإرهاب، تضمنت منظمة (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين).
واضح أن هناك استهدافاً إماراتياً مصرياً لكل ما له علاقة بالإخوان المسلمين في قطر، وأن السعودية إنما هي حصان طروادة في ذلك الأمر، ومشاركة في الأمر بدون مصالح ظاهرة إلا مجرد التحالف مع الإمارات ومصر لأسباب غير واضحة حتى الآن.
معظم المحللين يرجعون ذلك التحالف لرغبة الأمير محمد بن سلمان الوصول للملك في بلده، وأن محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي هو مرشده والمخطط الرئيسي له وصاحب العلاقات والنفوذ الكبير في واشنطن وتل أبيب لترتيب تلك الأمور.
ويذهب آخرون إلى أن السبب إقليمي فقط، وهو بناء تحالف سياسي متين موالٍ لأمريكا في المنطقة، ضد المحور الإيراني العراقي السوري، وضد المحور التركي القطري.
وفي جميع الحالات، فإن 3 قوائم لدعم الإرهاب أصدرتها هذه الدول كلها متعلقة بشخصيات وجهات مرتبطة بقطر، بعضها يمنية مثل أبو العباس القيادي الميداني للميليشيا المقاومة للدولة في تعز، ومنهم عبدالوهاب الحميقاني، أمين عام حزب الرشاد اليمني، ومنهم عبدالله الأهدل رئيس جماعة الإحسان في اليمن، ومسؤول مؤسسة الرحمة الخيرية بحضرموت.
إضافة لوضع عدة مؤسسات في نفس القائمة مثل جمعية الإحسان الخيرية، ومؤسسة الرحمة الخيرية، وكلتاهما يمنيتان.
مؤخراً وضعت الدول الأربع منظمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في نفس القائمة. وهذا الأمر يشكل ضربة كبيرة واستراتيجية لجماعة الإخوان المسلمين.
هذا الاتحاد مقره الدوحة، ويرأسه الدكتور يوسف القرضاوي، المصري الأصل القطري الجنسية، وتموله حكومة قطر بشكل كامل، وتسيطر على مفاصله جماعة الإخوان المسلمين.
حاولت دولة قطر وجماعة الإخوان أن تصدر للعالم الإسلامي أن هذا الاتحاد هو الممثل الشرعي والأكبر للعلماء المسلمين في كل مكان في العالم، ولذلك سعت لتنويعه وتوسيع عضويته.
وهي صفة دائمة للدول والجماعات في محاولة احتكار الخطاب باسم الإسلام والشعوب.
وشكل هذا الأمر خطراً استراتيجياً على السعودية من ناحية، لدعواها المتكررة أنها تمثل الإسلام باعتبار موقعها وحيازتها للحرمين.
ويمثل خطراً كذلك على الإمارات ومصر والدول الأخرى، لاستخدام هذا التجمع السياسي في الخلافات السياسية والتحريض ضد تلك الدول بشكل دائم ومتكرر وباسم الإسلام، وليس باسم الجماعة أو الحكومة الممولة!
ولذلك لم يكن مستغرباً وضع الاتحاد العالمي في قوائم دعم الإرهاب.
واللافت للنظر تأييد ذلك الاتحاد للحرب ضد اليمن في بدايتها، وتشجيعها وتبريرها، يوم كانت قطر على وفاق مع السعودية، ولم ينفعه كل تلك المشاركات في الظلم والتقرب من الطغاة، فقد جاء اليوم الذي تسلطوا عليهم، وهذا من عجائب القدر.
وقديماً قالوا: من أعان ظالماً في ظلمه سلطه الله عليه.

أترك تعليقاً

التعليقات