أبو العباس إرهابياً
 

محمد طاهر أنعم

التصنيف المفاجئ للقيادي المرتزق الميداني في تعز عادل عبده فارع (أبو العباس)، في قائمة داعمي الإرهاب الأميركية الخليجية، سبب صدمة لكثير من المتابعين.
وسبب الصدمة أن ذلك القيادي لثاني أكبر فصائل (المقاولة) في تعز الموالية لدول العدوان، كانت ماتزال الحاجة إليه قائمة وقوية في المدينة، وخاصة من دولة الإمارات، ليقوم بمواجهة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المقاتلة المتولدة عنها والمتكاثرة في تعز، مثل جماعات الصعاليك وحسم والصاعقة وغيرها.
كانت الإمارات تريد استخدام أبو العباس في تعز مثلما استخدمت هاني بن بريك في عدن، لتشكيل حزام أمني يواجه جماعات الإرهاب والتطرف حسب التصنيف الإماراتي، وفي مقدمتها القاعدة وداعش والإخوان المسلمين.
وقد تم استدعاء أبو العباس لعدن قبل فترة للترتيب لهذه الأمور، ولكن يبدو أن هذا التصنيف الأميركي الذي أعلنت دول الخليج اعتماده والعمل به، سيغير بعض الخطط قريباً.
هناك شخص آخر تعده الإمارات منذ فترة ليكون قيادياً في نفس الجماعة بتعز، إما معاوناً لأبو العباس أو بديلاً عنه إن حصل له شيء، واسمه رضوان العديني، وهناك مجموعات من بلطجية تعز يتم تدريبهم في إحدى جزر البحر الأحمر التابعة لإريتريا، تحت إشراف الإمارات، تحضيراً لهذا الأمر، ولتشكيل الحزام الأمني الموالي للإمارات في تعز.
لا نستبعد أن يكون هناك شيء جرى خلف الكواليس، جعل الإمارات تتخلى عن أبو العباس، ولدي شكوك أن ذلك الشيء متعلق بالتصريحات المتتالية لأبو العباس أنه يتبع عبدربه منصور هادي، وأنه ولي أمره، ولن يخرج عن طاعته وتوجيهاته، ومعلوم مدى الخلاف الإماراتي مع عبدربه منصور هادي، والذي وصل إلى طرده من عدن ورفض نزوله فيها في عدة مناسبات.
أبو العباس شخص بدائي يحمل من الفكر والتوجه المتخلف الشيء الكثير، تم استخدامه بذكاء لتفجير الموقف في تعز، ثم التخلص منه كأي غرض قديم انتهت صلاحيته.
كان ذلك الشخص طالباً في مركز دماج للعلوم الدينية في قرية دماج بمديرية الصفراء محافظة صعدة، وهو مركز متطرف يتجمع فيه غالباً كثير من الشباب الفارغ الذين لا حياة لهم ولا عمل ولا دراسة، ويحملون عقداً اجتماعية واقتصادية متعددة في مدنهم يهربون منها ومن عوائلهم للجلوس والسكن في ذلك المركز الذي يوفر الأكل والشرب والسكن، مما يساعد على البطالة والتسيب والخروج عن الواقع.
استقر أبو العباس (عادل فارع) لسنوات في ذلك المركز، كان فيه في مثل حالة السبات عن الواقع والمجتمع والعالم الخارجي، يحضرون بعض الدروس والمحاضرات ومجالس السب والتبديع والتفسيق للمخالفين، حتى جاء الوقت الذي يتم استخدامه فيه للقتل والسحل والدماء.
وذلك الاستخدام جاء عن طريق التحريض الطائفي الممنهج الذي قامت به استخبارات السعودية عن طريق قنوات فضائية مثل صفا ووصال، وعن طريق شخصيات في أحزاب محلية مثل الإصلاح والرشاد، وعن طريق عملاء مجندين وكتب ومنشورات ومواقع وغيرها.
نزل أبو العباس لتعز كمسؤول مالي مع شخص اسمه صادق مهيوب (أبو الصدوق)، وهو الذي جنده حمود سعيد المخلافي لتجميع السلفيين المتشددين في فصيل يكون موالياً للإصلاح.
وسرعان ما انشق أبو العباس مكوناً فصيلاً مستقلاً سماه بداية حماة العقيدة، ثم انتقل لتسمية الجبهة الشرقية، ثم استقرت تسمية جماعة أبو العباس على فصيله شعبياً، وبقي الاسم الرسمي الجبهة الشرقية، حتى تم تعيينه لاحقاً في اللواء 35 التابع للعميل هادي، وإعطاؤه رتبة عقيد فخرية لدمج مقاتلي فصيله فيه.
دعم أبو العباس إرهابيي القاعدة وداعش، وتغاضى عنهم، وأذن بانتشارهم في مناطقه التي يسيطر عليها، وهي النصف الجنوبي لمدينة تعز، واليوم تم تصنيفه داعماً للإهاب لهذا السبب، وهذا ما سيخلط أوراق هادي واللواء 35، وحتى الإمارات والسعودية.
أسعد الناس بهذا الأمر هم الإخوان المسلمون في تعز، والذين كانت لهم احتكاكات كثيرة وكبيرة بأبي العباس، ولا نستبعد أنهم هم الذين رفعوا التقارير المتتالية ضده لأمريكا عن طريق قطر.
ولكن لا نتوقع أن الإمارات ستجعل الإصلاحيين يفرحون كثيراً، بل هي ترتب لهم ما يجعلهم يبكون بعد الفرح، وهذه طبيعة دول العدوان المتنازعة ومتضاربة المصالح.

أترك تعليقاً

التعليقات