أحلام عبدالكافي

من بين الزحام والناس يتوافدون في ذهاب وإياب.. من بين أنقاض الدمار ومعاناة الحصار وقفة تأمل!
نحن نحن لم نتغير أو ينتبنا اليأس، نعم نعافر ونصارع المستحيل من أجل البقاء، يحدونا الأمل وينادينا التفاؤل..
نحن مازلنا أقوياء، ها نحن نفتش في عتمة الظلام عن بصيص من النور الذي يستضاء به في درب حياة تأبى إلا المسير. ما أجمل صمودنا، وما أروع إصرارنا، تلك الوجوه الغابرة التي تنفض غبار الظلم والضيم ومرارة الحرمان، من تتحدّى الطائرات والقنابل والتحالف والمؤامرات..
من تسخر من جاهلية ثوب وعقال، ومن تخمة أرباب المسخ والضياع، تلك الأشباه البشرية من يتهافتون إلى أحضان الغرب وينّحنون تحت نعالهم، ثم تراهم يتودّدون إليهم بمليارات متدفقة علّها تكون لهم شفيعاً ليتحنّن عليهم الشيطان الأكبر بنظرة عطف تنجيهم من غيظ وشرار مكره الذي يكاد يفتك بهم بين الحين والآخر..
ثم ها هم بكل وضاعة وانحطاط تراهم يكشرون عن أنيابهم، ويفردون عضلاتهم على يمن الإيمان، ويعمدون إلى نزع الحياة منه جوعاً وقتلاً..
فيا بني سعود، كم يحتقركم ذلك المواطن اليمني البسيط ذو النعل المقطوع والثوب المرقوع...
يا من تلبسون الحرير وتسكنون القصور، كم أنتم أقزام أمام نبله واعتزازه بنفسه، ذلك أن كل محاولاتكم لإركاعه والنيل من شموخه باءت بالفشل، ها هو رافع الهامة راضٍ بالقليل حسبه لقيمات تسد جوعه وشربة ماء هنيئة ربما عانى الكثير من أجل الحصول عليها في ظل غطرسة جارة السوء التي دفعت الكثير والكثير من أجل هلاك وتجويع وترويع أهل الإيمان والحكمة..
إلا أن لسان الشعب اليمني يلهج شكراً وحمداً لله، ويتمتم بكلمات وعده ووعيده التي حتماً ستكون هي القاضية والقاصمة لكل جبارٍ وباغٍ.
تباً لكم يا بني سعود، وسحقاً لكم يا بذرة نمت لتكون وبالاً وشقاءً للإنسانية، بل تعساً لكم وأية تجارة ارتضيتموها لتكون عليكم حسرة وخساراً.. وصبراً لكم يا شعب الإيمان، فوالله إنكم الأعلون، الشعوب الحرة الأبية من ستنتصر وستسحق مؤامرة الطغاة... 
ها هي الأوطان العربية والإسلامية تئن من لعنة بني سعود من يزرعون الويل والشقاء والأشواك في طريق هذه الأمة، من سخّروا أموالهم ودينهم لنشر البؤس والدم في كل الأروقة، وعلى جميع الأصعدة، لينالوا من كل ما هو جميل..
يا شعب سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وكل مكلوم وكل منكوب، طالته أيادي الغدر السعوصهيونية، لا تأسوا ولا تحزنوا، حتماً إن وعد الله لآتٍ لنصرة المستضعفين، فما كان كيد الشيطان إلا ضعيفاً، وما كان كيدهم إلا في تضليل، والله هو ناصر جنده وموهن كيد الكافرين.

أترك تعليقاً

التعليقات